cardenas10_Andre Coelho_Getty Images_brazil covid Andre Coelho/Getty Images

جائحة اليأس في أميركا اللاتينية

بوجوتا/ بوينس آيرس/ لندن ــ في مواجهة جائحة مرض فيروس كورونا 2019، كان أداء العديد من المناطق سيئا، لكن أداء أميركا اللاتينية كان أسوأ من معظمها من حيث الخسائر الأرواح وسُبل العيش التي فُقدت. اعتبارا من (نوفمبر/ تشرين الثاني) لعام 2020، أُدرِجَت تسعة بلدان من أميركا اللاتينية ضمن قائمة العشرين دولة التي سجلت أعلى معدل للوفيات بمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) نسبة إلى تعدادها السكاني. وتوقع صندوق النقد الدولي أن ينخفض إنتاج المنطقة بنسبة 8.1٪ في عام 2020، حيث لا تعاني سوى منطقة اليورو فقط من انخفاض إقليمي يفوق هذه النسبة. ونتيجة لذلك، سيضاف ما يقرب من 15 مليون أميركي لاتيني إلى من يعيشون في فقر مدقع.

التفسير الأول الذي يتبادر إلى الذهن لضعف الأداء في المنطقة هو ضعف القيادة. حيث ادعى الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو في البداية أن الجائحة كانت مجرد خدعة إعلامية. أما الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، فقد استمر لأسابيع في نفي أن فيروس كورونا يمثل تهديدا، واستمر في معانقة ومصافحة المؤيدين، فقط ليعكس المسار فجأة ويفرض إغلاقا صارما. ولكن حتى في البلاد التي تصرفت مبكرا، كانت تدابير الاحتواء غير فعالة في تقليل عدد حالات كوفيد-19. حيث عانت الأرجنتين وبيرو، اللتان طبقتا إجراءات إغلاق صارمة للغاية، وتشيلي وكولومبيا، اللتان اتبعتا نهجا أكثر مرونة، من نتائج صحية مزرية مماثلة.  

يرجع جزء من الأسباب وراء ذلك إلى أن نقطة انطلاق أميركا اللاتينية كانت أبعد ما يكون عن المثالية. حيث يعاني عدد ضخم من السكان من مشاكل صحية موجودة من قبل، كما أدى انتشار الترتيبات المعيشية التي تجمع أجيال متعددة في مكان واحد إلى تسهيل انتقال العدوى وإصابة الأشخاص الأكثر عرضة للخطر. كما أن أسواق العمل غير الرسمية الكبيرة جعلت فرض عمليات الإغلاق مهمة صعبة التنفيذ. كما أن ارتفاع معدل الوظائف التي تتطلب التعامل بين الأفراد وجها لوجه، بما في ذلك البيع بالتجزئة، وندرة فرص العمل عن بُعد (بسبب ضعف الشبكات وانخفاض مستوى المعرفة الرقمية) لم يساعد أيضا. أضف إلى ذلك أن نقص كفاءة الحكومات ترك النظم الصحية غير مستعدة، على الرغم من تنفيذ عمليات الإغلاق المبكرة التي أخرت الوصول إلى ذروة العدوى.

https://prosyn.org/2mLeSz9ar