monga1_mag2018_GettyImages-82979752 Getty Images

أفريقيا، صفقة أعمال القرن

أبيدجان ــ في حين يتكهن الخبراء حول النمو العالمي في عام 2018 وما بعده، يولي قِلة من المراقبين أفريقيا أي قدر من الاهتمام. وحتى أولئك الذين يفعلون كثيرا ما يؤكدون على أن القارة لا تزال موطنا لأعلى نسبة من الفقراء في العالَم، أو أن أعدادا كبيرة من الشباب يفرون من بلدانهم بحثا عن الأمان والفرصة. حتى أن أكثر المتكهنين الاقتصاديين تفاؤلا يميلون إلى الإشارة إلى أفريقيا بمصطلحات سلبية، ويدعون إلى تنفيذ خطة على غرار خطة مارشال، ليس لتحفيز شراكات الأعمال والنمو، بل كشكل جديد من أشكال الإنسانية والعمل الخيري.

من المؤكد أن نصيب الفرد في الناتج المحلي الإجمالي في أفريقيا لا يتجاوز 2000 دولار سنويا، كما أن المنطقة لديها أدنى نسبة من العاملين بأجر (نحو 20%) في العالَم. ويؤدي الفقر المستديم، جنبا إلى جنب مع تغير المناخ، إلى تفاقم معدلات البطالة والبطالة الجزئية المرتفعة. ولا يزال القسم الأكبر من القوة العاملة عالقا في أنشطة الكفاف المنخفضة الإنتاجية، في حين تعتمد القدرات المالية للعديد من الدول إلى حد كبير على أسعار السلع الأساسية المتزايدة الانخفاض.

على الرغم من التحول البنيوي الجاري الآن، فإنه يسير بوتيرة بطيئة للغاية. ولا تمثل أفريقيا سوى 1.9% من القيمة المضافة العالمية في الصناعات التحويلية ــ وهي الحصة التي لم ترتفع منذ عشرات السنين. وعلاوة على ذلك، ينمو عدد سكان أفريقيا الذي بلغ 1.2 مليار نسمة بسرعة مخيفة (2.6% سنويا)، في حين تفرض شريحة ضخمة من السكان الشباب ــ 70% من سكان أفريقيا تحت سن الثلاثين ــ ضغوطا ضخمة على الحكومات التي تعاني من ضعف التخطيط والقدرات الإدارية.

https://prosyn.org/0IPVzY7ar