hclark16_Getty Images Getty Images

عدم التأهب للجائحة

أوكلاند ــ مع استمرار تخبط بلدان عديدة عبر موجات من المتحورات الشديدة العدوى من فيروس كورونا الذي يصيب البشر بمرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19)، من الواضح أنه من السابق للأوان إعلان انتهاء الجائحة. في مكان ما من العالم، ربما يتمكن عامل مُـمـرِض خطير آخر ــ ربما يعيش حاليا في دماء خفاش أو يتشكل في أمعاء خنزير ــ من الانتقال إلى البشر لينتشر ويزدهر. الواقع أن العديد من الأمراض التي تصيب البشر تنشأ من خلال هذه العملية. في أسوأ الحالات، كما هي الحال مع كوفيد-19، تتحول هذه الكائنات الحية إلى تهديدات خطيرة للصحة وتجعل العالم بأسره عُـرضة للخطر.

تُـرى لو حدث مثل هذا الكابوس مرة أخرى اليوم، فهل نكون مستعدين؟ هل تستطيع منظمة الصحة العالمية التحرك على الفور بناء على تقرير جدير بالثقة عن وجود تهديد وتحذر كل البلدان بشكل فَـعّـال؟ وإذا كان العامل الـمُـمرِض قادرا على الانتشار دون أن يُـكـتَـشَـف تقريبا، فهل يتسابق النظام العالمي لتنسيق استجابة رفيعة المستوى وضمان تمكين الجميع من الوصول إلى المعلومات، والإمدادات الطبية، والأموال اللازمة للحد من الضرر؟ هل يكون لدى كل بلد خطة لتقليل الضغوط المفروضة على الأنظمة الصحية، والمدارس، والشركات، وسبل العيش؟

الإجابة المختصرة على كل هذه التساؤلات هي "كلا". في ظل وتيرة التغيير الحالية، لا يزال التأهب العالمي لإدارة تهديد باندلاع جائحة جديدة على بعد سنوات من المستوى المطلوب. ينبغي لنا أن نشعر بالقلق الشديد حيال ذلك، وأيضا حيال الافتقار إلى القيادة الرفيعة المستوى اللازمة لإنهاء حالة الطوارئ التي تفرضها جائحة كوفيد-19.

https://prosyn.org/rN2Zxznar