stiglitz296 Getty Images

لا مجال للمناورة أو التراجع في المستقبل

نيويورك ــ كان العام الماضي أشبه بقطار الملاهي، حيث ارتفعت الآمال وانخفضت مع إحصاءات الجائحة والرياح السياسية المتحولة. ويبدو العام الجديد مماثلا لسابقه إلى حد كبير، باستثناء انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني ــ وقد تكون المخاطر المرتبطة بهذه الانتخابات جسيمة. نظرا لكل أسباب عدم اليقين، فمن الحماقة أن نتنبأ بالأحداث بأي قدر من الثقة. مع ذلك، سأعرض أفضل رهاناتي.

بادئ ذي بدء، سيشهد العام القادم ترويض جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) أخيرا، وإن كنا لن نتمكن من استئصالها تماما. فسوف يغطي التطعيم العدد الكافي من الناس في أجزاء كافية من العالم للسماح لمعظم الناس في معظم الأماكن بالتغلب على الخوف الذي تمكن منا طوال العامين الأخيرين. ولكن برغم أن هذه العملية ستطلق العنان لدفقة هائلة من الطاقة "المكبوتة"، فإن إعادة تشغيل الاقتصاد العالمي لن تكون مباشرة وصريحة كما كان إغلاق قسم كبيرا منه في وقت سابق.

قد يوفر نظام الأسعار توجيهات جديرة بالثقة للقرارات الهامشية ــ إذ يحتاج الاقتصاد إلى المزيد من هذا، والقليل من ذلك ــ لكنه لن يكون مجديا بذات القدر في التعامل مع التحولات البنيوية مثل التحول من الزراعة إلى التصنيع، ومن التصنيع إلى الخدمات، ومن السلام إلى الحرب (أو العكس). ونحن نشهد بالفعل بعض العثرات، وقد يأتي المزيد منها. ينبغي لنا أن نكون مستعدين لتغيرات كبرى في أنماط الإنتاج والاستهلاك: المزيد من التواصل الافتراضي والتجارة الإلكترونية، والإقلال من التسوق الشخصي في متاجر بيع التجزئة التقليدية. وقد ينخفض الطلب على العقارات التجارية، في حين يرتفع الطلب في أقسام أخرى من قطاع العقارات.

https://prosyn.org/BK6AKwNar