gillard6_Getty Images_girleducationcomputer Getty Images

تحويل التعليم بعد الجائحة

لندن ــ مع عودة العديد من البلدان إلى فتح الفصول المدرسية بحذر، تظل المدارس تشكل مقياسا حاسما لتقدمنا نحو إنهاء أزمة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19). يتعين علينا أن نحرص على الحفاظ على صحة الأطفال في حين نعمل على حماية حقهم في التعليم، لكن الجائحة ضربت الأطفال الأكثر ضعفا بأكبر قدر من الشدة وكشفت عن تفاقم فجوة التفاوت في فرص التعلم. والآن يتعين علينا أن ننتبه إلى هذه الدروس القاسية وأن نعمل على تحويل أنظمة التعليم على النحو الذي يجعلها أكثر عدالة وإنصافا، وأكثر فعالية وقدرة على الصمود.

كان إغلاق المدارس أحد الإجراءات العديدة التي تبنتها الحكومات لاحتواء الفيروس الذي أودى حتى الآن بحياة 3.4 مليون إنسان. في ذروة هذه الإجراءات، انقطع أكثر من 1.6 مليار طفل عن التعليم ــ نصفهم في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى.

ورغم أننا لا نستطيع استيعاب العواقب الطويلة الأمد المترتبة على التعلم المفقود على هذا النحو والذي أثر على مئات الملايين الذين ما زالوا يتغيبون عن المدرسة، فمن الواضح أن هذا سيخلف تأثيرا كفيلا بتغيير حياة الأطفال الأكثر ضعفا، وخاصة الفتيات. الواقع أن ما يقدر بنحو 20 مليون فتاة قد لا يَـعُـدن إلى المدرسة أبدا، لأنهن أرسلن للعمل للمساعدة في إعالة أسرهن. وقد تُـجـبَر 13 مليون فتاة على الزواج المبكر وبالتالي التخلي عن التعليم تماما. وبالنسبة إلى ملايين أخريات، يتسبب إغلاق المدارس في زيادة خطر الحمل في سن المراهقة أو الوقوع ضحية للعنف المنزلي.

https://prosyn.org/BSwyPJjar