schwab16_spainter_vfx_globalization spainter_vfx/Getty Images

عملية إعادة البناء العظمى

جنيف — إذا كان للعالَم أن يتغلب على "الاختلال العظيم" في عام 2018؛ فسوف يحتاج إلى إطار جديد للتعاون العالمي. بعد الحرب العالمية الثانية، اجتمع المجتمع الدولي لتصميم مجموعة من الهياكل المؤسسية التي عملت على تسهيل التعاون في السعي وراء مستقبل مشترك. والآن، بات لزاما عليه أن يفعل ذلك مرة أخرى.

بيد أن التحدي هذه المرة ليس جيوسياسيا واقتصاديا فحسب. فنحن نشهد تغييرا جوهريا في الكيفية التي يجري عليها التواصل بين الأفراد والمجتمعات. ومن خلال فهم هذا التغيير، يصبح بوسعنا التأثير إيجابيا على نتائجه.

أول ما يتعين علينا أن ندركه هو أننا نعيش عصر الثورة الصناعية الرابعة حيث تخضع الأعمال، والاقتصادات، والمجتمعات، والسياسة لتحول جوهري. منذ بدأت فكرة الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي تتبلور في ذهني في عام 2016، كنت واضحا: فالمحاولات المتعجلة غير المدروسة لإصلاح عملياتنا ومؤسساتنا القائمة لن تجدي ببساطة. وبدلا من هذا، نحتاج إلى إعادة تصميمها على النحو الذي يمكننا من الاستفادة من وفرة الفرص الجديدة التي تنتظرنا، في حين نتجنب ذلك النوع من الاختلالات التي نشهدها اليوم. وإذا انتظرنا أو اعتمدنا على الحلول السريعة لإصلاح أوجه القصور التي تعيب الأنظمة القديمة، فإن قوى التغيير سوف تتجاوز هذه الأنظمة وتطور لنفسها زخما وقواعد خاصة.

https://prosyn.org/z5Y3J1Kar