reinhart47_ MANDEL NGAN_AFP via Getty Images MANDEL NGAN/AFP via Getty Images

هل تفعل البنوك المركزية كل ما يلزم؟

كمبريدج ــ تشهد الاقتصادات المتقدمة الآن أعلى معدلات التضخم في أربعين سنة، حيث بلغ المعدل المتوسط ما يقرب من 9% للأشهر الاثني عشر المنتهية في سبتمبر/أيلول 2022. من منظور البنوك المركزية والأسواق المالية، اختفت إلى حد كبير التوقعات ــ أو بتعبير أكثر دقة، الآمال ــ في أن يكون ارتفاع التضخم مؤقتا، ليحل محلها الإدراك الواقعي بأن نمو الأسعار يفرض مشكلة دائمة تتطلب إحكام السياسة النقدية بشكل كبير ومستدام. باستثناء بنك اليابان، تعمل البنوك المركزية الرئيسية الآن على رفع أسعار الفائدة وتتحرك نحو تثبيت استقرار نمو الميزانيات العمومية أو عكس اتجاهه.

لا يشكك كثيرون في أن هذا التحول في السياسة سيكون صعبا، وخاصة بعد خمسة عشر عاما من أسعار الفائدة المنخفضة إلى حد استثنائي، فضلا عن ترنح الاقتصاد العالمي على حافة الركود الآن. ولكن في ظل التوقعات بأن يجلب عام 2023 مخاطر مالية واقتصادية عالمية متزايدة الحدة ــ ناهيك عن تصاعد التوترات الجيوسياسية ــ يكاد يكون من المؤكد أن الأمور ستزداد تعقيدا على تقعيد.

يسلط المنظور التاريخي الضوء على بعض التحديات التي من المحتمل أن تنشأ مع زيادة إحكام الظروف المالية الدولية. كانت أسعار الفائدة الحقيقية (أسعار الفائدة الاسمية مطروحا منها التضخم) في المركز المالي العالمي، الولايات المتحدة، سلبية على نحو مستمر منذ الأزمة المالية العالمية خلال الفترة 2008-2009.

https://prosyn.org/7ZpjP7Sar