Sturgeon1_Getty Images Getty Images

الدول الغنية وحتمية التضامن في مواجهة الخسائر والأضرار

إدنبرة ــ رغم ما درجنا عليه من الاحتفاء بدفء الطقس في ركننا الكئيب (المشبع بالرطوبة والأجواء القاتمة) عادةً من شمال الأطلسي، جاء هذا الصيف ليذيق اسكتلندا شيئا من مرارة التدمير المصحوب بمناخ متغير. فقد بلغت درجات الحرارة 34.8 درجة مئوية (95 فهرنهايت) في تشارتر هول، الواقعة في منطقة الحدود الاسكتلندية، فيما ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 40 درجة مئوية في أماكن أخرى من المملكة المتحدة.

أحدث الحر الشديد ارتباكا في بعض الحالات، في ظل معاناة البنية التحتية للسكك الحديدية في مجابهته، بل والوصول إلى حد توقف الخدمة بشكل تام. لكن في حالات أخرى، بلغ الأمر أن هدد هذا الحر حياة الآخرين، وعرّض الضعفاء بشدة لخطر الجفاف والإنهاك الحراري. فضلا عن ذلك، نجد توقعات خبراء الأرصاد الجوية والمناخ غير مبشرة، حيث تنبئنا بأن مثل هذه الظواهر المناخية القاسية والمتطرفة في طريقها بشكل متزايد لأن تتحول إلى عادة وحدث منتظم في السنين القادمة، حتى في حالة الوفاء بالتعهدات الحالية الخاصة بخفض انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري الكوكبي. بل ربما كان صيف هذا العام القائظ هو الأقل حرارة بين فصول الصيف التي سنشهدها في بقية حياتنا.

إذا كانت اسكتلندا قد أصابتها لفحة عابرة مما سيجلبه تغير المناخ، فإن أجزاء أخرى من العالم تعاني بالفعل من تأثيرات أشد وطأة. ورغم ما نواجهه من تحديات حالية ــ كأزمة تكلفة المعيشة والتداعيات الأخرى للغزو الروسي غير المشروع لأوكرانيا ــ فلا يجوز لنا أن نغفل عن أزمة المناخ العالمية الطارئة.

https://prosyn.org/CSlNxvcar