dcohen3 Getty Images

الجائحة وصعود الرأسمالية الرقمية

باريس ــ تسبب اندلاع جائحة مرض فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) على نحو مفاجئ في الدفع بكل المجتمعات إلى حالة من الخوف الشديد من أي اتصال بالآخرين وجها لوجه. وفي بعض البلدان أُغـلِـقَـت المطاعم والمقاهي وقاعات الحفلات الموسيقية، وغير ذلك من الأنشطة الثقافية التي تشكل ضرورة أساسية لأي حضارة مزدهرة، لأكثر من عام، لحماية الناس من خطر العدوى ومنع ارتباك الأنظمة الصحية. وتقهقرت الحياة إلى خلية الأسرة، وتنامى عبء التوتر والإحباط.

خلال عمليات الإغلاق التي فرضتها العديد من الحكومات، اتخذت الشركات خطوات للسماح للناس بمواصلة العمل عن طريق الإنترنت بسهولة، وشراء السلع دون الحاجة إلى الدخول إلى متجر فعلي، والترفيه عن أنفسهم دون المغامرة بالخروج من منازلهم. كان أكبر الرابحين شركات مثل أمازون، وأبل، ونتفليكس، التي ارتفعت قيمتها السوقية خلال الأزمة.

وقد تصادف أن الرأسمالية الرقمية المزعومة تتوقف تحديدا على تقليل التفاعلات البدنية والاستغناء عن الحاجة إلى الاجتماع بالناس وجها لوجه. لقد تسببت جائحة كوفيد-19 في جعل العديد من الأنشطة افتراضية؛ على سبيل المثال، تُـدار استشارات الرعاية الصحية الآن عن بُـعـد غالبا. وعلى هذا فقد سمحت الجائحة للقوى المهيمنة في الصناعات الرقمية بإجراء تجربة كاملة النطاق في ما يتصل باستيعاب العالَم الافتراضي للـعـالَـم المادي.

https://prosyn.org/01HqSfRar