wwi soldiers Frank Hurley/Hulton Archive/Getty Images

دروس مهدرة من الحرب العالمية الأولى

باريس — لقد مَرّ قرن كامل، مائة عام منذ وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها. وفي أبهة عظيمة وبذخ، احتفلت بالذكرى المئوية كل من أستراليا، وكندا، وفرنسا، والمملكة المتحدة. وأرسلت ألمانيا مسؤولين رفيعي المستوى إلى فرنسا للاحتفال بهذه المناسبة، والتأكيد من جديد على المصالحة بين البلدين. لكن المصالحة بين فرنسا وألمانيا لم تتأت إلى أن عانت أوروبا من حرب مدمرة أخرى. وهذا يوضح إلى أي مدى قد يكون السلام هشا، وخاصة عندما يكون القادة السياسيون قصيري النظر كما هي حالهم غالبا.

على النحو الملائم تماما، اختار المؤرخ كريستوفر كلارك من كمبريدج لكتابه الصادر في عام 2012، والذي تناول فيه أصول الحرب العالمية الأولى، عنوان "السائرون نياما". بفِعل تركيبة من العمى المتعمد، والشعور بالرضا التام عن الذات، والعناد الشديد، أخضع قادة أوروبا بلدانهم لصراع تسبب في تدمير جيل كامل.

بحلول الوقت الذي شهد اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان من الواضح أن ثورة التصنيع والنقل حولت الهيئة التقليدية للحرب. فقد خلفت حرب القرم في الفترة من 1853 إلى 1856 أكثر من مليون ضحية؛ وأسفرت الحرب الأهلية الأميركية في الفترة من 1861 إلى 1865 عن موت أكثر من 600 ألف شخص.

https://prosyn.org/34GC8pgar