davies65_Richard Baker  In Pictures via Getty Images Images_londonwingsculptureman Richard Baker/In Pictures via Getty Images

هل مصير لندن ما بعد الخروج مشؤوم حقا؟

إدنبره ــ أكثر من ثلاث سنوات مضت الآن منذ أن صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بهامش ضئيل لكنه مؤثر. غير أنه لا توجد لدينا أدنى فكرة حتى الآن عن نوع العلاقة الاقتصادية التي ستربط بين بريطانيا والدول السبع والعشرين التي ستنسلخ عنها. (يستدعي بعض المنخرطين في الجدال في لندن ذلك العنوان الصحفي المفتعل الذي يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي خلال عزلة بريطانيا والذي يقول: "ضباب في القناة: القارة الأوروبية معزولة"). وفيما يتعلق بتخمين ما سيؤول إليه الوضع، تبدو النتيجة المرجحة علاقة أكثر تباعدا من التي تحدث عنها مؤيدو "الخروج" في حملة الاستفتاء، ومما تصوره معظم المعلقين بعد التصويت مباشرة.

لكن رغم ذلك التغير في الاتجاه، والخسارة المؤكدة لجواز السفر المزعوم، والتي من شأنها أن تتيح بيع الخدمات المالية بحرية عبر الاتحاد الأوروبي، لا يبدو أن ما يُخشى وقوعه من خروج كبير للشركات والممولين من لندن في طريقه للحدوث، إذ لا تزال المخابز الفرنسية ومتاجر النقانق الألمانية تباشر تجارة مزدهرة. فلماذا؟

في الوقت حيث يواصل السياسيون جدالهم، ظهر مؤخرا دليلان يعطيان إحساسا بما يحدث على الأرض، إذ قامت شركة المحاسبة "إي واي" بمراقبة النوايا المعلنة للشركات ردا على الخروج البريطاني خلال السنوات الثلاث الماضية. يشير أحدث استقصاء نُشر في منتصف سبتمبر/أيلول إلى أن 40% من الشركات تخطط لنقل بعض عملياتها وموظفيها من لندن، بينما أعلنت 60% من الشركات الأكبر عن عمليات نقل مماثلة.

https://prosyn.org/XMiafwJar