rodrik171_FABRICE COFFRINIAFP via Getty Images_worldhealthorganizationwho Fabrice Coffrini/AFP via Getty Images

هل تعيد جائحة فيروس كورونا تشكيل العالم؟

كمبريدج ــ تأتي الأزمات في هيئتين: تلك التي ما كنا لنستطيع الاستعداد لها، لأن لا أحد توقعها، وتلك التي كان ينبغي لنا أن نستعد لها، لأنها في حقيقة الأمر كانت متوقعة. ينتمي مرض فيروس كورونا 2019 (COVID-19) إلى الفئة الأخيرة، مهما قال رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب لتجنب المسؤولية عن الكارثة التي تتوالى فصولها بسرعة الآن. وحتى برغم أن فيروس كورونا في حد ذاته جديد ولم يكن من الممكن التنبؤ بتوقيت الفاشية الحالية، فإن الخبراء كانوا يدركون تمام الإدراك أن حدوث جائحة من هذا النوع كان مرجحا.

الواقع أن متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (SARS)، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS)، وفيروس الإنفلونزا H1N1، وفيروس إيبولا، وغير ذلك من الفاشيات، زودتنا بالقدر الكافي من التحذيرات. قبل خمسة عشر عاما، قامت منظمة الصحة العالمية بتنقيح وتحديث الإطار العالمي للاستجابة للفاشيات المرضية، في محاولة لإصلاح أوجه القصور المتصورة في الاستجابة العالمية التي شهدناها خلال فاشية سارس في عام 2003.

وفي عام 2016، أطلق البنك الدولي مرفق تمويل الطوارئ لمواجهة الجائحات لتقديم المساعدة للدول المنخفضة الدخل في مواجهة الأزمات الصحية العابرة للحدود. وكان الحدث الأكثر وضوحا، قبل بضعة أشهر فقط من ظهور مرض فيروس كورونا 2019 في مدينة ووهان في الصين، تقرير صادر عن الحكومة الأميركية يحذر إدارة ترمب من احتمال تفشي جائحة الإنفلونزا على نطاق تلك التي حدثت قبل قرن من الزمن، والتي قتلت ما يقدر بنحو خمسين مليون إنسان في مختلف أنحاء العالم.

https://prosyn.org/g7kA21Uar