solana133_ SINA SCHULDTdpaAFP via Getty Images_EUflag Sina Schuldt/dpa/AFP via Getty Images

جرعة من الواقعية الأوروبية

مدريد ــ في الآونة الأخيرة، أصبح المجاز غالبا على السرد: تخوض الولايات المتحدة والصين حربا من أجل التفوق العالمي في مجالات لا حصر لها مثل التكنولوجيا، والتجارة، والدفاع، والفضاء الإلكتروني، بل وحتى الفضاء الخارجي. الواقع أن قِـلة من الخبراء والمثقفين يشككون في الإجماع العام على أن العلاقات الصينية الأميركية ستشكل تاريخ القرن الحادي والعشرين. لكن تحليل المشهد الجيوسياسي اليوم على أنه منتج ثانوي لسباق بين فَـرَسين ممارسة مُـغـرِقة في التبسيط وعفا عليها الزمن.

إن الأبيض والأسود ليس أفضل وسيلة لوصف عالمنا، بل ينبغي لنا وصفه كمشهد مختلف الألوان لأنماط متغيرة. ويمثل الاتحاد الأوروبي مصدرا أساسيا للون. في البيئة الدولية الحالية، أصبح الاتحاد الأوروبي أقل بروزا مما ينبغي له، لكنه أشد ظهورا مما يتصور.

صحيح أن أوروبا متخلفة عن الولايات المتحدة والصين في تطوير التكنولوجيات الاستراتيجية مثل أشباه الموصلات والحوسبة الكمومية. وعندما يخاطب الاتحاد الأوروبي بقية العالم، فإن صوته يبدو عادة أقرب إلى النشاز منه إلى السيمفونية. وفي كثير من الأحيان تُـخـمَـد أصوات الجوقات المتناغمة النادرة. والآن يميل العديد من مواطني الكتلة، الذين ربما يتذكرون زمنا عندما كانت أوروبا موطنا للقوى العظمى في العالم بلا منازع، إلى ازدراء مساهمات الاتحاد الأوروبي الحالية والاستخفاف بما يتمتع به من حيز للمناورة.

https://prosyn.org/hpDCSYDar