seneca the younger Universal History Archive/Getty Images

الطبيعة البشرية والأخلاق

نيويورك — هل للطبيعة البشرية وجود؟ إن الجواب على هذا السؤال يحمل مضامين عدة بالنسبة لمن تهمه الأخلاق. ففي زمن أصبح يُعرَف بانعدام الحس الأخلاقي في القيادة السياسية وتراجع القيم الاجتماعية، لم يكن يوما التفكير في جوهر البشرية أمرا مهما أبدا.

إن المفهوم الفلسفي "للطبيعة البشرية" له تاريخ طويل. إذ  أول من بدأ دراستها في الثقافة الغربية هو سقراط، في القرن الخامس قبل الميلاد، لكن أرسطو هو من قال أن الطبيعة البشرية لها ميزات فريدة من نوعها- خاصة، حاجة الناس للاجتماع مع بعضهم البعض وقدرتنا على التفكير. وبالنسبة لرواقيي اليونان الهلنستية،  فإن الطبيعة البشرية هي من أعطى الحياة معنى، وهي من ساهم في تبَنِّيهم للكوسموبوليتية والمساواة.

وكان الفلاسفة القدماء في الصين مثل كونفوشيوس ومونشيوس يعتقدون أن البشر طيِّب بالفطرة، بينما كان شونزي يعتقد أن الإنسان  بطبيعته شرير ويفتقر للأخلاق. وفي التقاليد اليهودية والمسيحية والإسلامية، تَفسُد الطبيعة البشرية بالأساس بسبب ارتكاب الذنوب، التي يمكن التكفير عنها من خلال عبادة الله، الذي خلقنا في أحسن صورة.

https://prosyn.org/Gy7WV5zar