كمبريدج ــ مع اقتراب نهاية عام 2021، كانت روسيا تحشد قواتها بالقرب من حدودها مع أوكرانيا؛ وكانت الصين تنقل طائرات عسكرية نفاثة بالقرب من تايوان؛ وكانت كوريا الشمالية مستمرة في متابعة برنامج الأسلحة النووية؛ وكان مقاتلو حركة طالبان يُـسَـيِّـرون دوريات في شوارع كابول. سألني أصدقاء شاهدوا كل هذا: "ماذا حدث للقوة الناعمة؟"
تتمثل إحدى الإجابات في أن القوة الناعمة يمكن العثور عليها في أحداث أخيرة أخرى، مثل قمة الديمقراطية الافتراضية التي عقدها الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي حضرها ممثلون من أكثر من 100 دولة. لجأت الصين، التي استُـبعِـدَت من المؤتمر، إلى موجات الأثير ووسائط التواصل الاجتماعي لتعلن أنها تتبنى نمطا مختلفا وأكثر استقرارا من الديمقراطية عن ذلك الذي تمجده الولايات المتحدة. كان ما نراه منافسة بين القوى العظمى على القوة الناعمة، والتي تُـفـهَـم على أنها القدرة على التأثير على الآخرين عن طريق الجاذبية والاستهواء وليس الإكراه أو المكافأة.
عندما كتبت عن القوة الناعمة لأول مرة في عام 1990، كنت أسعى إلى التغلب على نقص في كيفية تفكير المحللين في القوة بشكل عام. لكن هذا المفهوم اكتسب تدريجيا صدى من نوع سياسي. الواقع أن الـفِـكر الأساسي الذي يقوم عليه هذا المفهوم ليس جديدا من بعض الجوانب؛ فمن الممكن تتبع مفاهيم مماثلة إلى فلاسفة قدماء مثل لاو تسي. ولا تتعلق القوة الناعمة بالسلوك الدولي أو الولايات المتحدة فحسب. إذ تمتلك العديد من الدول والمنظمات الصغيرة أيضا القدرة على الجذب؛ وفي الأنظمة الديمقراطية، على الأقل، تعتبر القوة الناعمة مكونا أساسيا للقيادة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
What would a second Donald Trump presidency mean for US foreign policy and the world? While the man himself is unpredictable, his first term and his behavior since losing re-election in 2020 offer plenty of clues, none of which will be comforting to America's allies.
considers the implications of the 2024 presidential election for America's foreign policy and global standing.
The G7 countries may have set out to deter China without escalating the new cold war, but the perception in Beijing suggests that they failed to thread the needle at their recent summit in Hiroshima. It is now clear to all that the United States, its allies, and any partners they can recruit are committed to containing China’s rise.
juxtaposes recent developments and current trends with diplomatic happy talk about a “thaw” in tensions.
كمبريدج ــ مع اقتراب نهاية عام 2021، كانت روسيا تحشد قواتها بالقرب من حدودها مع أوكرانيا؛ وكانت الصين تنقل طائرات عسكرية نفاثة بالقرب من تايوان؛ وكانت كوريا الشمالية مستمرة في متابعة برنامج الأسلحة النووية؛ وكان مقاتلو حركة طالبان يُـسَـيِّـرون دوريات في شوارع كابول. سألني أصدقاء شاهدوا كل هذا: "ماذا حدث للقوة الناعمة؟"
تتمثل إحدى الإجابات في أن القوة الناعمة يمكن العثور عليها في أحداث أخيرة أخرى، مثل قمة الديمقراطية الافتراضية التي عقدها الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي حضرها ممثلون من أكثر من 100 دولة. لجأت الصين، التي استُـبعِـدَت من المؤتمر، إلى موجات الأثير ووسائط التواصل الاجتماعي لتعلن أنها تتبنى نمطا مختلفا وأكثر استقرارا من الديمقراطية عن ذلك الذي تمجده الولايات المتحدة. كان ما نراه منافسة بين القوى العظمى على القوة الناعمة، والتي تُـفـهَـم على أنها القدرة على التأثير على الآخرين عن طريق الجاذبية والاستهواء وليس الإكراه أو المكافأة.
عندما كتبت عن القوة الناعمة لأول مرة في عام 1990، كنت أسعى إلى التغلب على نقص في كيفية تفكير المحللين في القوة بشكل عام. لكن هذا المفهوم اكتسب تدريجيا صدى من نوع سياسي. الواقع أن الـفِـكر الأساسي الذي يقوم عليه هذا المفهوم ليس جديدا من بعض الجوانب؛ فمن الممكن تتبع مفاهيم مماثلة إلى فلاسفة قدماء مثل لاو تسي. ولا تتعلق القوة الناعمة بالسلوك الدولي أو الولايات المتحدة فحسب. إذ تمتلك العديد من الدول والمنظمات الصغيرة أيضا القدرة على الجذب؛ وفي الأنظمة الديمقراطية، على الأقل، تعتبر القوة الناعمة مكونا أساسيا للقيادة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in