ماذا تريد المرأة المسلمة؟

نيويورك ـ إذا حلّ الاستهزاء والسخرية محل الحوار، فلابد وأن يعاني الجميع ـ وخاصة حين يتعلق الأمر بفهم القضايا التي تؤثر على المرأة، التي تناضل في مختلف أنحاء العالم ضد من يحاولون إخراس صوتها. مؤخراً، حاول بعض المدونين الأميركيين المنتمين إلى جناح اليمين تحريف مقال كتبته، على النحو الذي أدى إلى تلك النتيجة على وجه التحديد.

كنت قد كتبت أن العديد من الناشطات من النساء في البلدان الإسلامية يـمِلن إلى التركيز على قضايا مثل جرائم الشرف، وعدم المساواة القانونية، والافتقار إلى فرص الحصول على التعليم، وأنهن يعبرن عن إحباطهن إزاء هوس الغربيين بلباس المرأة المسلمة والذي يأتي على حساب هذه القضايا المهمة. كما أشرت إلى أن العديد من الناشطات المنتميات إلى الحركات النسائية الإسلامية يدافعن عن الشكل الذي اخترنه لملابسهن باعتباره وسيلة للتعبير عن الانتماء القومي أو مناهضة الإمبريالية الاستعمارية، أو باعتباره مسألة إيمانية.

ولقد استفز ذلك عاصفة نارية من التحريف والتشويه في الغرب: "إن ناعومي وولف تريد إضفاء الطابع المؤسسي على البرقع (خمار يغطي الجسم بالكامل ويترك فتحة للعينين أحياناً)"، إلى آخر ذلك. وكان من المحبط أن أرى ذلك النداء البسيط الذي يدعو الغربيين إلى الإنصات إلى المرأة المسلمة بتروٍ ومنهجية وقد تعرض للتشويه المتعمد حتى تحول إلى مجرد تمثيل للمرأة المسلمة باعتبارها كائناً خنوعاً مسلوب الإرادة وفي حاجة إلى الإنقاذ.

https://prosyn.org/M0ywcgGar