vikefreiberga4_VLADIMIR SMIRNOVPOOLAFP via Getty Images_putinpeter Vladimir Smirnov/Pool/AFP via Getty Images

بوتين ليس بطرس الأكبر

ريغاـ إن العدوان الوحشي الذي يشنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضد أوكرانيا له تفسير واحد فقط؛ فهو محاولة لإشباع نزوته الإمبريالية، وهي الاحتفال بالذكرى 350 لميلاد بطرس الأكبر، من خلال محاكاة الفتوحات الإقليمية لهذا القيصر. ولكن بطرس لم يصبح "عظيمًا" بفضل النجاح العسكري فقط؛ بل أدخل إصلاحات التحديث، وبنى مدينة سانت بطرسبرغ لتكون "نافذة على أوروبا".

لقد سعى بطرس لاكتساب المزيد من القوة والأراضي، لكنه في نفس الوقت أراد أن تكون بلاده متقدمة وتقدمية بقدر أكبر. ومما يؤسف له أن بوتين، الذي يرى نفسه قيصرًا بدون تاج، يحقق عكس مَثله الأعلى من خلال عزل روسيا وتحويلها إلى دولة منبوذة.

صحيح أن سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الجيش الروسي في أوكرانيا- في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي- تعكس بصورة مباشرة سياسة بطرس خلال حربه مع ملك السويد، تشارلز الثاني عشر. ولكن قمع بوتين لحرية الفكر والتعبير في روسيا يمثل ولادة جديدة مخيفة للأساليب الشمولية التي ميزت الاتحاد السوفيتي.

https://prosyn.org/HkVn1IZar