634d170046f86f880436b000_pa1635c.jpg Paul Lachine

هل كان قتل بن لادن خطأ؟

"عاش بطلاً و قتل شهيداً...إن كانوا قد قتلوا أسامة فسيولد ألف أسامة." علق أحدهم على صفحة الفيسبوك "كلنا أسامة بن لادن" التي ظهرت بعد ساعةٍ واحدةٍ من إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما نبأ مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ، و أبرز أعلام الحركة الجهادية العالمية . بعد يوم واحد بلغ عدد محبي الصفحة  29,461 مشتركاً ، بالإضافة ألى أكثر من خمسين صفحة أخرى تحمل نفس الاسم بمئات من "المحبين".

اختلفت التعليقات على مقتل بن لادن على المواقع الاكترونية للصحف و الشبكات الاعلامية العربية. و لكن الرجل الذي يراه الغرب ارهابياً شريراً ، يراه البعض في مناطق أخرى بطلاً و رمزاً. و قًتًلِْ بن لادن على أيدي قوات البحرية الأمريكية (سيلز) ، ثم القاء جثته في البحر ستدعم نظرة المتعاطفين معه . فمفتي مصر السابق –  الشيخ نصر فريد واصل – أعلن أن أسامة بن لادن شهيد لأنه قتل بيد الأعداء ، و المفتي بالطبع ليس من مؤيدي القاعدة كحال الأغلبية الساحقة من المسلمين. 

و بعيداً عن العالم الافتراضي و الجدل الفقهي يبقى السؤال الأهم : هل القضاء على بن لادن يعني بداية نهاية القاعدة ؟ لا توجد إجابة لهذا السؤال أكثر دقة من "ربما" ! توجد فعلاً حالات انتهت فيها منظمات مسلحة – أو تقلص نشاطها كلياً –  بعد مقتل قائدها الكاريزمي ، منها مثلاً حالة منظمة أوم شينريكيو اليابانية التي قادت الهجوم بغاز السارين على محطات مترو أنفاق طوكيو في 1995 ، و انتهى نشاطها المسلح بعد اعدام شوكو أساهارا مؤسسها و زعيمها . و لكن المؤكد في دراسات الأمن و علوم الصراع هو أن القاء القبض على قادة المنظمات المسلحة و محاكمتهم بعدالة هو مؤشر أفضل على انتهاء هذه التنظيمات أو تحولها كلياً . و تتضاعف احتمالات النهاية أو التحول عندما يعلن القادة المسجونون نبذ العمل المسلح ، و عندما يدعوا أتباعهم لوقف العنف . د. مانويل جوزمان –  قائد منظمة الطريق المضئ الماوية في بيرو ، عبد الله أوجلان – زعيم حزب العمال الكردستاني ، مايكل ماكيفيت – مؤسس الجيش الجمهوري الحقيقي في ايرلندا الشمالية – كلهم مروا بتجربة التخلي عن العمل المسلح و دعوة أتباعهم للعمل السلمي بعد محاكمتهم و سجنهم .

https://prosyn.org/uTZcfsjar