Afghanistan soldier Marco Di Lauro/Getty Images

نظرة جديدة على الحرب الأفغانية

نيويورك - مع هيمنة الأزمة السورية على عناوين الأخبار، يولي عدد قليل من الناس الإهتمام بالحرب الأطول في أميركا ففي الواقع في الأشهر الأولى من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالكاد ذكرت الحرب في أفغانستان على الرغم من وجود اثنين من ضباط الجيش ذوي الخبرة  وهما وزير الدفاع جيم ماتيس ومستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر في مناصب رئيسية وهذا يجب أن يتغير.

إن الوضع في أفغانستان بعد خمسة عشر عاما من التدخل الفاشل خرج عن نطاق السيطرة و تعد حكومة الوحدة التي ظهرت بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2014 فاشلة و الظروف الأمنية في تدهور سريع  وفي الوقت نفسه هناك إرتفاع في إنتاج الأفيون حيث تحتل أفغانستان حاليا المرتبة الثانية في العالم في مجال غسل الأموال (بعد إيران) و تستمر تدفقات اللاجئين الأفغان دون إنقطاع في أوروبا و أماكن أخرى.

لقد أدت الحرب في أفغانستان إلى خسائر هائلة حيث تشمل الوفيات حتى الآن ما يقرب من 3500 جندي من قوات التحالف (حوالي 70٪ منهم من القوات الأمريكية)، ونفس العدد من المقاولين وحوالي 100 ألف أفغاني (بما في ذلك قوات الأمن ومقاتلي المعارضة والمدنيين) و قد أنفقت الولايات المتحدة منذ عام 2002 أكثر من 780 مليار دولار على الحرب أي ما يعادل تقريبا ميزانية الشؤون الخارجية الأمريكية بأكملها لأكثر من عقدين وستضيف النفقات الإضافية من خارج الميزانية بما في ذلك مدفوعات العجز والتعويض لأسر الجنود الذين سقطوا مئات المليارات من الدولارات إلى التكلفة الإجمالية للحرب.

https://prosyn.org/IlXdGALar