khrushcheva109_SERGEI SUPINSKYAFPGetty Images_ukraine presidential candidate Sergei Supinsky/AFP/Getty Images

شبح ترمب يقض مضاجع أوكرانيا

نيويورك ــ إذا كانت الحياة تحاكي الفنون، فإن نيكولاي جوجول، الذي كان يتمتع بإدراك حاد فَطِن لكل ما هو متوهم أو مناف للعقل، ربما كان ليكتب نص العديد من الأحداث السياسية الرئيسية في السنوات الأخيرة. ولنتأمل هنا قصة تبدأ بامرأة تعلن ترشحها للرئاسة، وسرعان ما تصبح ــ على الرغم من عيوبها ــ المرشحة الأقرب إلى الفوز. ولكن فجأة وبدون سابق إنذار يظهر مرشح آخر: نجم تلفزيوني محروم من أي مؤهلات لتولي منصب عام.

في غضون فترة وجيزة، يكشر هذا الطفيلي المهرج عن أنيابه ويتقدم للانقضاض على فريسته في مقتل، فيسوق الأكاذيب الضخمة الواحدة تلو الأخرى حول منافسته، في حين تتدفق من فيه الوعود السخيفة حول السياسة الاجتماعية والمسائل الأمنية. ثم تتهاوى مقترحاته وتنهار تحت أدنى درجة من التدقيق والتمحيص، ولكن لا يبدو أن هذا يشكل أي أهمية. فينجرف المزيد من المواطنين إلى معسكره، وقد اجتذبهم تعهده بـ"تجفيف المستنقع"، وإرسال منافسته "المحتالة" إلى السجن. ويقف العالَم وهو يراقب ذاهلا ذلك المرشح يشق طريقه بالخداع والتضليل إلى النصر.

تَصِف هذه الكوميديا السوداء الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، عندما تولى دونالد ترمب السلطة في واحدة من أقوى الدول وأقدم الديمقراطيات في العالَم. ولكن في حين أن أميركا قد تتعافى من انتخاب مُنادي الموالد والمهرجانات المقزز هذا، فإن أوكرانيا، مسقط رأس جوجول، مسألة أخرى.

https://prosyn.org/C3HAyj4ar