كاراكاس ــ كانت موجة الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت فنزويلا هذا العام سببا في تركيز الاهتمام العالمي حول المحنة التي يعيشها بلدي. فقد ترك الملايين من أهل فنزويلا ديارهم، ولا يزال كثيرون آخرون يحاولون الفرار من الجوع، والمرض، والاضطهاد. وبدلا من السعي إلى إنهاء المعاناة، اتخذ الرئيس نيكولاس مادورو خطوات لترسيخ حكمه الدكتاتوري، فانتزع الإدانات من مختلف أنحاء العالَم.
ولكن في حين صارت أزمة فنزويلا الآن مستقرة على رادار المجتمع الدولي، فإن قليلين هم من استوعبوا بشكل كامل أسباب الأزمة، أو ماذا قد يعني انزلاق البلاد إلى الاستبداد خارج حدودها. إن النظام الذي نجح في تحويل بلد مزدهر إلى حالة مزرية من الفقر والجريمة يمثل تهديدا ليس فقط لأهل فنزويلا بل وأيضا لعقود من التقدم الديمقراطي في المنطقة.
ذهب بعض المراقبين إلى تشبيه استبداد مادورو بقبضة راؤول كاسترو الحديدية على كوبا. بيد أننا لن نجد في فنزويلا نظاما شموليا استبداديا تام النضج، بل "حالة استثنائية" دائمة، إذا استعرنا المصطلح من الـمُنَظِّر القانوني الألماني كارل شميت. فباستخدام وهم الانتخابات الحرة كستارة دخان، سعى مادورو إلى تجريد الديمقراطية في فنزويلا من جوهرها من خلال إخضاع كل المؤسسات الرئيسية، وخاصة المجلس الانتخابي الوطني، للحكومة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Antara Haldar
advocates a radical rethink of development, explains what went right at the recent AI Safety Summit, highlights the economics discipline’s shortcomings, and more.
The prevailing narrative that frames Israel as a colonial power suppressing Palestinians’ struggle for statehood grossly oversimplifies a complicated conflict and inadvertently vindicates the region’s most oppressive regimes. Achieving a durable, lasting peace requires moving beyond such facile analogies.
rejects the facile moralism of those who view the ongoing war through the narrow lens of decolonization.
The far-right populist Geert Wilders’ election victory in the Netherlands reflects the same sentiment that powered Brexit and Donald Trump’s candidacy in 2016. But such outcomes could not happen without the cynicism displayed over the past few decades by traditional conservative parties.
shows what Geert Wilders has in common with other ultra-nationalist politicians, past and present.
Log in/Register
Please log in or register to continue. Registration is free and requires only your email address.
كاراكاس ــ كانت موجة الاحتجاجات العنيفة التي اجتاحت فنزويلا هذا العام سببا في تركيز الاهتمام العالمي حول المحنة التي يعيشها بلدي. فقد ترك الملايين من أهل فنزويلا ديارهم، ولا يزال كثيرون آخرون يحاولون الفرار من الجوع، والمرض، والاضطهاد. وبدلا من السعي إلى إنهاء المعاناة، اتخذ الرئيس نيكولاس مادورو خطوات لترسيخ حكمه الدكتاتوري، فانتزع الإدانات من مختلف أنحاء العالَم.
ولكن في حين صارت أزمة فنزويلا الآن مستقرة على رادار المجتمع الدولي، فإن قليلين هم من استوعبوا بشكل كامل أسباب الأزمة، أو ماذا قد يعني انزلاق البلاد إلى الاستبداد خارج حدودها. إن النظام الذي نجح في تحويل بلد مزدهر إلى حالة مزرية من الفقر والجريمة يمثل تهديدا ليس فقط لأهل فنزويلا بل وأيضا لعقود من التقدم الديمقراطي في المنطقة.
ذهب بعض المراقبين إلى تشبيه استبداد مادورو بقبضة راؤول كاسترو الحديدية على كوبا. بيد أننا لن نجد في فنزويلا نظاما شموليا استبداديا تام النضج، بل "حالة استثنائية" دائمة، إذا استعرنا المصطلح من الـمُنَظِّر القانوني الألماني كارل شميت. فباستخدام وهم الانتخابات الحرة كستارة دخان، سعى مادورو إلى تجريد الديمقراطية في فنزويلا من جوهرها من خلال إخضاع كل المؤسسات الرئيسية، وخاصة المجلس الانتخابي الوطني، للحكومة.
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in