tyson93_Joe RaedleGetty Images_uscoronavirusunemployment Joe Raedle/Getty Images

الركود المزدوج في أمريكا

بيركلي- مع اقتراب حلول فصل الخريف وبدأ الموسم الدراسي الجديد، يتصارع الأميركيون مع الاضطرابات المترابطة في مجالات الصحة، والاقتصاد، والحياة الأسرية، والعلاقات بين الأعراق. وكان وقع أزمة كوفيد-19 أشد وطأة على أكثر الفئات هشاشة: الأشخاص ذوي البشرة الملونة، والذين يعانون من إعاقة معينة، والمهاجرون، والنساء، والأشخاص الأقل تعليماً، والعمال الآخرون المحاصرون في وظائف محفوفة بالمخاطر، وغير النظامية، والمنخفضة الأجور دون تأمين صحي أو مزايا تذكر . والأسوأ من ذلك، أن الوظائف المعرضة للركود الناجم عن الوباء تتداخل مع تلك التي ستكون عرضة لتسريع الرقمنة والتشغيل الآلي في وقت يتعافى فيه الاقتصاد.

ويشير كل هذا إلى ركود "مزدوج" يعاني فيه "الأثرياء" في أمريكا من ضربة أخف بكثير من "الفقراء". إذ في بداية عام 2020، كان العمال الذين يتقاضون أجورًا أقل من متوسط الأجر في الساعة يشكلون ما يقدر بنحو 44٪ من جميع العمال، على الرغم من معدلات البطالة المنخفضة القياسية، وارتفاع الأجور في أسفل سُلم توزيع الدخل، (ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى زيادات الحد الأدنى للأجور في العديد من الولايات). والعمال الذين يتقاضون أجورا منخفضة هم أكثر احتمالا مرتين لامتلاك شهادة لا تزيد عن مستوى الدراسة الثانوية من العمال ذوي الأجور المتوسطة والعالية. وما يقارب 54٪ من هؤلاء العمال نساء، و45٪ منهم من أصحاب البشرة الملونة، الذين يشكلون نسبة عالية بالنسبة لحصتهم من إجمالي القوى العاملة.

ويشتغل معظم العمال ذوي الأجور المنخفضة في المجالات التي تعتمد على يد عاملة كثيفة، وفي الترفيه الشخصي، والضيافة، وخدمات البيع بالتجزئة، والنقل، التي انهارت جميعها نتيجة الإغلاق، والتباعد الاجتماعي. وفي الوقت نفسه، أدى الوباء إلى زيادة الطلب على الخدمات الرقمية، التي خففت من حدة فقدان الوظائف للحاصلين على تعليم جامعي أو أعلى من ذلك. إذ في يونيو/حزيران، بلغ معدل البطالة في صفوف الأشخاص الذين حصلوا على تعليم ثانوي 12.1٪ مقارنة بـ6.9٪ بالنسبة للأشخاص الحاصلين على تعليم جامعي. وتُظهر الاستطلاعات التي بدأت منذ منتصف أبريل/نيسان أن حوالي نصف المواطنين الأمريكيين الذين يعملون في العادة، يزاولون أنشطتهم الآن من منازلهم، لكن العمال ذوي الدخل المرتفع أكثر احتمالا للقيام بذلك ست مرات مقارنة مع العمال ذوي الأجور المنخفضة. إذ يعمل العديد من العمال الذين لم يفقدوا وظائفهم المنخفضة الأجور، في قطاعات أساسية ولكنها عالية الخطورة مثل تعبئة اللحوم، وتجهيز الأغذية.

https://prosyn.org/ZPZ5Fkcar