roubini135_GettyImages_chinausflagsdirty Getty Images

ترمب سيجعل الصين عظيمة مرة أخرى

نيويورك ــ ابتهجت الأسواق المالية مؤخرا بالأنباء حول توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق "المرحلة الأولى" لمنع المزيد من التصعيد في حربهما التجارية الثنائية. لكن ليس في الأمر ما يستحق الابتهاج والتهليل حقا. ففي مقابل التزام الصين المبدئي بشراء المزيد من السلع الزراعية الأميركية (وبعض السلع الأخرى)، والتنازلات المتواضعة بشأن حقوق الملكية الفكرية والرنمينبي، وافقت الولايات المتحدة على الامتناع عن فرض التعريفات على ما قيمته 160 مليار دولار أخرى من الصادرات الصينية، والتراجع عن بعض التعريفات التي فرضتها في الأول من سبتمبر/أيلول.

الخبر السار للمستثمرين هو أن الاتفاق تجنب جولة جديدة من التعريفات التي كانت لتدفع الولايات المتحدة والاقتصاد العالمي إلى الركود وتتسبب في انهيار أسواق الأسهم العالمية. أما النبأ السيئ فهو أن الاتفاق يمثل مجرد هدنة مؤقتة أخرى وسط تنافس استراتيجي أكبر كثيرا يشمل قضايا التجارة، والتكنولوجيا، والاستثمار، والعملة، وقضايا أخرى جيوسياسية. وسوف تظل تعريفات واسعة النطاق سارية، وربما يُـستأنَف التصعيد إذا تهرب أي من الجانبين من التزاماته.

من المحتمل، نتيجة لهذا، أن تزداد حدة الانفصال الصيني الأميركي بمرور الوقت، وهو أمر مؤكد بشكل خاص في قطاع التكنولوجيا. إن الولايات المتحدة تنظر إلى سعي الصين إلى تحقيق الاستقلال ثم التفوق في إنتاج التكنولوجيات المتطورة ــ بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، والجيل الخامس من الاتصالات، والروبوتات، والأتمتة (التشغيل الآلي)، والتكنولوجيا الحيوية، والمركبات الذاتية القيادة ــ باعتباره تهديدا لاقتصادها وأمنها الوطني. وفي أعقاب إدراج شركة هواوي (الرائدة في مجال الجيل الخامس من الاتصالات) وغيرها من شركات التكنولوجيا الصينية على القائمة السوداء، ستواصل الولايات المتحدة محاولة احتواء نمو صناعة التكنولوجيا في الصين.

https://prosyn.org/v4UBoIIar