haass136_ © CORBISCorbis via Getty Images_nixon zhou © CORBISCorbis via Getty Images

الذكرى التعيسة لأمريكا والصين

نيويورك- تحتفل الولايات المتحدة الأمريكية والصين هذا الشهر باليوبيل الذهبي لعلاقتهما الحديثة ففي فبراير 1972 قام الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون يرافقه مستشاره للأمن القومي هنري كيسنجر بالنزول من الطائرة في بيجين ولاحقا لذلك بوقت قصير التقوا بزعيم الحزب الشيوعي الصيني ماوتسي تونغ. لقد أدت هذه الزيارة الى زلزال جيوسياسي حيث أشار نيكسون الى ذلك بقوله " الأسبوع الذي غيّر العالم ".

لقد أطاحت تلك المصالحة التاريخية بعقدين من العداء بين جمهورية الصين الشعبية – والتي يعرفها معظم الأمريكيين في ذلك الوقت بالصين الحمراء أو الشيوعية- والولايات المتحدة الأمريكية علما ان جذور ذلك العداء تمتد الى الحرب الأهلية الصينية حيث دعمت الولايات المتحدة الأمريكية الوطنيين المعادين للشيوعية والذين خسروا الحرب واضطروا للهروب الى فورموزا (تايوان) سنة 1949 وفي السنة التي تلتها بدأ الجنود الصينيون والأمريكان بمحاربة وقتل بعضهم البعض في الحرب الكورية.

لقد أدى تصاعد التوترات الصينية-السوفياتية في أواخر ستينيات القرن الماضي إلى انفتاح دبلوماسي حيث أعتبر نيكسون وكيسنجر بالإضافة الى ماو وتشوان لاي رئيس الوزراء الصيني والدبلوماسي البارز أن الاتحاد السوفياتي هو خصم مشترك حيث سعت الصين إلى الحماية من حليفها السابق والذي خاضت معه صدامًا حدوديًا مميتًا في عام 1969 وفي الوقت نفسه اعتقد نيكسون وكيسنجر أن اتفاقًا مع الصين سيعطي نفوذًا للولايات المتحدة ضد السوفييت وقد يُسرّع بنهاية حرب فيتنام. لقد كان ذلك مثال كلاسيكي على مقولة عدو عدوي هو صديقي.

https://prosyn.org/f2c7oIMar