sheng95_narvikk Getty Images_chinaustradewarshipping narvikk/Getty Images

لماذا قد تكون الحرب الفاترة أسوأ من الحرب الباردة

هونج كونج ــ انتشرت في السنوات الأخيرة مخاوف من اندلاع حرب باردة جديدة بين الولايات المتحدة والصين. لكن يمكن وصف التوترات القائمة بين القوتين بشكل أفضل باعتبارها "حربا فاترة"، لا تتسم بمجالات المصالح القديمة، والحروب بالوكالة، والتهديد "بالتدمير المتبادل المؤكد"، بل تتسم بمزيج غير مسبوق يجمع بين المنافسة الواسعة النطاق والترابط العميق.

حتى في غياب تهديد الإبادة النووية الذي اتسمت به فترة الحرب الباردة، فمن المحتمل أن تكون نتيجة هذه الحرب الفاترة هي خسارة الطرفين - لأسباب ليس أقلها إنه في سيناريو تبدأ فيه إما الولايات المتحدة أو الصين في اكتساب أفضلية على الأخرى، يمكن أن يتصرف الطرف الخاسر بتهور للإيقاع بخصمه معه. لكن من الممكن أيضا أن تترتب على مثل هذه الحرب نتائج مربحة لأحد الطرفين أو حتى لكليهما. وأيا كان ما سيحدث، ستتردد آثار هذه النتائج في جميع أنحاء العالم.

تقدم الحرب التجارية الحالية، والتي بدأها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في صيف عام 2018، مثالا صريحا على ديناميكيات الحرب الفاترة. فبينما كان الاتحاد السوفيتي اقتصادا مغلقا، وطدت الصين، على مدار أربعة عقود من "الإصلاح والانفتاح"، مكانتها باعتبارها واحدة من المراكز الثلاثة الأولى في العالم لسلاسل التوريد العالمية، إلى جانب الولايات المتحدة وألمانيا.

https://prosyn.org/gH23t8Kar