fischer157_FotografiaBasicaGettyImages_USChinaflagsseparatedottedline FotografiaBasica/Getty Images

نهاية العالم كما نعرفها

برلين ـ بعد ثلاثة عقود من الانتقال إلى سوق عالمية موحدة تحكمها قواعد منظمة التجارة العالمية، عرف النظام الدولي تغيرا جذريا. إذ تخوض الولايات المتحدة الأمريكية والصين حربًا تعريفية بدت في البداية وكأنها معركة حول الميزان التجاري الثنائي، ولكن اتضح أن البلدين يتنافسان على أكثر من ذلك بكثير. وحتى الآونة الأخيرة، استطاع المرء أن يجد الأمل في كون البلدين كانا يتفاوضان بغض النظر على التبادل المتكرر للتهديدات. ولم يعد هذا قائما اليوم.

وفي الشهر الماضي، وتحت ضغط من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أنهتgoogle (غوغل) تعاونها مع شركة Huawei (هواوي)، لتحرم بذلك شركة صناعة الهواتف الذكية الصينية من ترخيص استخدام برنامج Android لشركة googleوالخدمات ذات الصلة. وتشكل هذه الخطوة تهديدا وجوديا لهواوي. بل أكثر من ذلك، فإنها تمثل إنجازا مهما في الصراع الصيني الأمريكي ونهاية العولمة التي تقودها الولايات المتحدة. ورسالة الولايات المتحدة واضحة: لم تعد صادرات التكنولوجيا والبرمجيات مجرد مسألة تجارية، بل مسألة سلطة. ومن الآن فصاعدا، ستعطي الولايات المتحدة الأولوية للسلطة على حساب السوق.

الآن وبعد أن اتخذ الصراع شكل صراع حول الهيمنة، قد تضطر الصين إلى سحب كل المحاولات لحماية أبطالها الوطنيين. وهذا يعني الانسحاب في أسرع وقت ممكن من جميع سلاسل التوريد التي تعتمد على مستلزمات إنتاج وسائل التكنولوجيا الفائقة من صنع الولايات المتحدة، خاصة أشباه الموصلات. ويتعين على الصين أن تبدأ في تحديد مصادر جميع المكونات اللازمة على المستوى المحلي، أو من شركاء آمنين في حدود مدارها.

https://prosyn.org/JrtDCFLar