fischer155_Adam BerryGetty Images_euro Adam Berry/Getty Images

أوروبا بحاجة الى إستراتيجية عالمية

برلين- ربما ان انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية  عجّل في نهاية "القرن الامريكي " والنظام العالمي الذي قادته امريكا بعد الحرب العالمية الثانية .صحيح أن مركز الجاذبية السياسية والاقتصادية للعالم بدأ بالتحول تجاه شرق اسيا قبل سنة 2016 بفترة طويلة وفكرة صعود الصين لتصبح قوة عالمية في "القرن الباسفيكي" ليست جديدة كذلك ولكن افعال ترامب ونظيره الصيني تشي جينبينغ قد وضعت المنافسة بين القوى العالمية والتي تصاعدت بشكل حاد في قلب المشهد العالمي ولسوء الحظ لم تقدم اوروبا لغاية الان ردا متماسكا.

ان النزاع التجاري الحالي بين الولايات المتحدة الامريكية والصين يمكن ان يؤدي الى ركود عالمي ولكن حتى هذا الصراع هو فقط جزء من صراع اكبر بكثير على السلطة بما في ذلك في القطاع التقني وذلك من اجل تحديد ما اذا كان النجم الصاعد الجديد (الصين ) او الزعيم الحالي (امريكا سيتبوأ القيادة العالمية .

لقد كانت سياسة الصين لمعظم الفترة التي تلت قيام الصين بإطلاق حملة التحديث آبان فترة حكم دينغ شياوبينغ في اواخر السبعينات من القرن الماضي تتمثل في عدم تحدي النظام الجيوسياسي والاستراتيجي الحالي وتجنب المواجهة مع الولايات المتحدة الامريكية بأي ثمن ولكن كلمة تشي خلال المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني في اكتوبر 2017 والمبادرات الصينية الحالية العديده والتي تهدف الى تحدي الهيمنة الامريكية توحي بإن الصين لم تعد قادرة على اخفاء قوتها والانتظار حتي يحين وقتها كما كان يدعو دينغ.

https://prosyn.org/MWjXx47ar