chellaney149_ Lintao ZhangGetty Images_china end of rules Lintao Zhang/Getty Images

حرب بوتين وسراب النظام القائم على القواعد

نيودلهي- يمثل الغزو الروسي لأوكرانيا وردود الدول الغربية غير المسبوقة لمواجهته، منعطفًا فاصلاً في العلاقات الدولية؛ ويشير إلى النهاية الرسمية لحقبة ما بعد الحرب الباردة؛ ويمهد الطريق نحو تحولات جيوسياسية وجغرافية اقتصادية هائلة. ولكن إحدى السمات المميزة للعلاقات الدولية ستستمر. وعلى حد تعبير المؤرخ (ثيوسيديدس)، سيستمر القوي في فعل ما يستطيع أن يفعله، وسيظل الضعيف يعاني مما يجب أن يعانيه.

صحيح أنه غالبًا ما يتحدث القادة والمراقبون في جميع أنحاء العالم عن تعزيز "النظام الدولي القائم على القواعد"، أو الدفاع عنه. ولكن هذا النظام دائمًا ما كان طموحًا أكثر من كونه حقيقيًا. فقد تحتفظ الدول التي تمتلك قوة عسكرية أو اقتصادية بالحق، ليس فقط في وضع القواعد وإنفاذها، بل أيضًا في انتهاكها.

وتَظهر المخاطر الكبرى عندما لا يتفق واضعو القواعد مع بعضهم البعض. وخير مثال على ذلك، حرب أوكرانيا، وهو أول صراع يندلع بين القوى العظمى في فترة ما بعد الحرب الباردة. فمن ناحية، تواصل روسيا شن هجمات عسكريًا تقليدية وحشية على أوكرانيا، في محاولة واضحة لإعادة البلاد التي يعتقد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنها جزء من بلاده، إلى حظيرة الكرملين. ومن ناحية أخرى، يشن الناتو بقيادة الولايات المتحدة حربًا شاملة مختلطة ضد روسيا.

https://prosyn.org/H1XNLAiar