أوكسفورد ــ بينما تسعى رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى تشكيل حكومة جديدة، في أعقاب الانتخابات التي خسر فيها حزبها (حزب المحافظين) أغلبيته البرلمانية، فإنها تعلم أنها سوف تضطر أيضا في غضون أيام إلى الخوض في العناصر الرئيسة للتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كانت التحضيرات لمفاوضات الخروج البريطاني جارية لبعض الوقت، ولكنها لم تسلم من العراقيل حتى الآن بفِعل ثلاثة أخطاء تفاوضية أولية، ومن الواجب عليها الآن أن تتعامل مع حقيقة مفادها أن تفويض الحكومة البريطانية الذي يخولها التصرف تضرر بشدة.
كان الخطأ الكلاسيكي الأول الذي ارتُكِب حتى الآن هو أن حكومة المملكة المتحدة تخيلت أنها تتوجه إلى معركة. ووفقا لوجهة النظر هذه، يتعين على المفاوضين أن يحجبوا خططهم أو نواياهم الحقيقية، في حين يعملوا في سبيل الاستيلاء على مركز مهيمن، والإجهاز على خصومهم في نهاية المطاف. وفي إطار بعض الخداع المتقن، ربما يبدو الأمر وكأننا نستعد للإنزال على شواطئ نورماندي في يوم الغزو.
بيد أن الخروج البريطاني ليس يوم الغزو. فبعيدا عن محاولة إنزال الهزيمة بأعدائها، تحاول المملكة المتحدة الحفاظ على علاقات المنفعة المتبادلة مع دول لا تستطيع أن تنأى بنفسها عنها جغرافيا ــ ولا تستطيع أن تتحمل عواقب إبعاد نفسها عنها على أي نحو آخر. ولا ينبغي لها أن تُبقي خططها في طي الكتمان والسرية، كما فعلت حتى الآن، ومن المؤكد أنها لا ينبغي لها أن تنخرط في سياسات حافة الهاوية، مثل تلك التي تجسدت في صيحة المعركة التي أطلقتها تيريزا ماي: "عدم التوصل إلى صفقة أفضل من الرضا بصفقة سيئة".
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
The Russian state’s ideological madness and reversion to warlordism have been abetted by a religious fundamentalism that openly celebrates death in the name of achieving a god-like status. As Vladimir Putin’s propagandists are telling Russians, “Life is overrated.”
traces the religious and intellectual roots of the Kremlin’s increasingly morbid war propaganda.
It is hard to reconcile the jubilant mood of many business leaders with the uncertainty caused by the war in Ukraine. While there are some positive signs of economic recovery, a sudden escalation could severely destabilize the global economy, cause a stock market crash, and accelerate deglobalization.
warns that the Ukraine war and economic fragmentation are still jeopardizing world growth prospects.
Log in/Register
Please log in or register to continue. Registration is free and requires only your email address.
أوكسفورد ــ بينما تسعى رئيسة الوزراء تيريزا ماي إلى تشكيل حكومة جديدة، في أعقاب الانتخابات التي خسر فيها حزبها (حزب المحافظين) أغلبيته البرلمانية، فإنها تعلم أنها سوف تضطر أيضا في غضون أيام إلى الخوض في العناصر الرئيسة للتفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كانت التحضيرات لمفاوضات الخروج البريطاني جارية لبعض الوقت، ولكنها لم تسلم من العراقيل حتى الآن بفِعل ثلاثة أخطاء تفاوضية أولية، ومن الواجب عليها الآن أن تتعامل مع حقيقة مفادها أن تفويض الحكومة البريطانية الذي يخولها التصرف تضرر بشدة.
كان الخطأ الكلاسيكي الأول الذي ارتُكِب حتى الآن هو أن حكومة المملكة المتحدة تخيلت أنها تتوجه إلى معركة. ووفقا لوجهة النظر هذه، يتعين على المفاوضين أن يحجبوا خططهم أو نواياهم الحقيقية، في حين يعملوا في سبيل الاستيلاء على مركز مهيمن، والإجهاز على خصومهم في نهاية المطاف. وفي إطار بعض الخداع المتقن، ربما يبدو الأمر وكأننا نستعد للإنزال على شواطئ نورماندي في يوم الغزو.
بيد أن الخروج البريطاني ليس يوم الغزو. فبعيدا عن محاولة إنزال الهزيمة بأعدائها، تحاول المملكة المتحدة الحفاظ على علاقات المنفعة المتبادلة مع دول لا تستطيع أن تنأى بنفسها عنها جغرافيا ــ ولا تستطيع أن تتحمل عواقب إبعاد نفسها عنها على أي نحو آخر. ولا ينبغي لها أن تُبقي خططها في طي الكتمان والسرية، كما فعلت حتى الآن، ومن المؤكد أنها لا ينبغي لها أن تنخرط في سياسات حافة الهاوية، مثل تلك التي تجسدت في صيحة المعركة التي أطلقتها تيريزا ماي: "عدم التوصل إلى صفقة أفضل من الرضا بصفقة سيئة".
To continue reading, register now.
Subscribe now for unlimited access to everything PS has to offer.
Subscribe
As a registered user, you can enjoy more PS content every month – for free.
Register
Already have an account? Log in