ulgen21_Andrzej RostekGetty Images_turkeysweenfinlandnato Andrzej Rostek/Getty Images

لماذا تُـعَـرِّض تركيا توسع حلف شمال الأطلسي للخطر

إسطنبول ــ كانت إحدى النتائج الجيوسياسية الأساسية المترتبة على الحرب التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن ضد أوكرانيا متمثلة في عودة المخاوف الأمنية الشديدة إلى التيار السياسي الغالب في أوروبا. في بعض البلدان الأوروبية، مثل ألمانيا، أشعل غزو بوتن شرارة التزام بزيادة الإنفاق الدفاعي. وفي فنلندا والسويد المحايدتين تقليديا، أعقب ارتفاع حاد في مستوى الدعم الشعبي لعضوية منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التقدم بطلبين رسميين للانضمام إلى الحلف. وهكذا، سرعان ما تحولت قمة الناتو المقرر انعقادها في مدريد في نهاية شهر يونيو/حزيران إلى حدث بارز يبشر باتجاه الحلف إلى المزيد من التوسع.

لكن توسع الناتو يتطلب موافقة جميع الدول الأعضاء، وقد صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده "لا تحمل أي رأي مؤيد" في ما يتصل بطلبي العضوية السويدي والفنلندي. الواقع أن موقف أردوغان السلبي، الذي برره على أساس أن البلدين يؤويان إرهابيين أكراد، يعرض توسع الناتو للخطر في وقت يشهد حالة من عدم اليقين الجيوسياسي الشديد.

من ناحية أخرى، كانت تركيا تقليديا تدعم سياسة الباب المفتوح التي ينتهجها الناتو في التعامل مع الأعضاء الجدد المحتملين، ولا ينبغي لنا أن نقرأ تصريح أردوغان على أنه قرار قاطع بمنع انضمام الدولتين الشماليتين إلى الحلف. الواقع أنه يعطي الأولوية لهدفين آخرين.

https://prosyn.org/PmZwENJar