mueller27_BRENDAN SMIALOWSKIAFP via Getty Images_protest trump Brendan Smialowski/AFP via Getty Images

الحقيقة وإزالة تأثير ترمب

برلين ــ يشعر الديمقراطيون والعديد من الجمهوريين بقدر عظيم من الإغراء لرفض إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب باعتبارها انحرافا شاذا. وتماما كما قد يحاول الجمهوريون إلقاء اللوم عن الانتهاكات العديدة التي ارتُـكِـبَـت خلال السنوات الأربع الأخيرة على ترمب، على أمل أن يصبح دورهم التمكيني في طي النسيان سريعا، ربما يرغب الديمقراطيون في استعراض احترامهم للأعراف الديمقراطية، من خلال الامتناع بكل كرم وسماحة عن مقاضاة الماضي. إذا كان الأمر كذلك، ففي حال فوز جو بايدن عندما يكتمل إحصاء وفرز كل الأصوات في انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، فمن غير المرجح أن يُـحَـاسَـب ترمب وحكومته على سجلهم الفاضح الشائن في الفساد، والقسوة، وانتهاك المبادئ الدستورية الأساسية.

بعيدا عن الحسابات السياسية، زعم كثير من المراقبين ــ من المرشح الرئاسي الديمقراطي السابق أندرو يانج إلى حقوقيين ومؤرخين بارزين ــ أن الدكتاتوريات التافهة فقط هي التي تلاحق خصومها المهزومين. وبسبب دوافع واضحة للغاية تخصه، ارتأى المدعي العام الأميركي بِـل بار أن "الفائزين السياسيين الذين يحاكمون طقوسيا الخاسرين السياسيين هم أيضا لا يشكلون المادة الحقيقية للديمقراطية الناضجة". بيد أن هذه التعميمات شديدة التسرع. فلا ينبغي الرد على شعار ترمب الموجه ضد هيلاري كلينتون في عام 2016، "احبسوها"، بشعار "احبسوه"؛ لكن شعار "سامح وتجاوز" ليس البديل الوحيد.

يتعين على الأميركيين أن يميزوا بين ثلاث قضايا: جرائم ربما ارتكبها ترمب قبل تولي المنصب؛ ومزاعم فساد وقسوة ارتكبها هو وأقرانه أثناء توليه منصبه؛ وسلوكيات كشفت عن نقاط ضعف بنيوية تعيب النظام السياسي الأميركي في عموم الأمر. وكل من هذه القضايا تتطلب استجابة مختلفة بعض الشيء.

https://prosyn.org/JjLlwjnar