Trump and Erdogan talking Kayhan Ozer/Anadolu Agency/Getty Images

مأساة تركية أميركية

واشنطن، العاصمة ــ من بين ضحايا كُثُر أوقعتهم مصائب السياسة التجارية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ربما تكون تركيا الحالة الأكثر بؤسا حتى يومنا هذا. فقبل بضع سنوات كانت تركيا قصة نجاح على المستويين الاقتصادي والجيوسياسي ــ وكان بوسع الولايات المتحدة أن تزعم بفخر أنها لعبت دورا أساسيا في قصة النجاح هذه. وعلى الرغم من النزاعات الثنائية بين الحين والآخر، ظلت تركيا حليفا يمكن التعويل عليه لعقود عديدة.

لكن كل هذا بدأ يتغير في السنوات الأخيرة. في هذا الصيف، بدأ الاقتصاد التركي ينهار تحت وطأة السياسات النقدية والمالية الشديدة التساهل. ثم استجابت الولايات المتحدة لرفض الحكومة التركية إطلاق سراح القس الأميركي السجين بمعاقبة البلاد بإقامة حواجز تجارية، فضلا عن عقوبات مستهدفة. وقد أعلن ترمب أنه يعتزم مضاعفة التعريفات الجمركية المفروضة على الواردات من الألومنيوم والصلب القادمة من تركيا، إلى 20% و50% على التوالي.

ولعل أزمة العُملة التركية كانت لتخدم كجرس تنبيه وإنذار للحكومة التركية لعكس سياساتها الاقتصادية غير المستدامة. ولكن نظرا لتصرفات إدارة ترمب، بات بوسع الرئيس رجب طيب أردوغان بدلا من ذلك أن يلقي باللائمة على "الرصاص والمدافع وصواريخ الحرب الاقتصادية التي تشن ضد بلدنا".

https://prosyn.org/G8qd9N7ar