A worker looks on as they load imported soybeans at a port in Nantong in China's eastern Jiangsu province AFP/Getty Images

الهبة التي لا ينقطع عطاؤها ــ للصين

أتلانتا ــ ذات يوم، قال أحد الخبراء المخضرمين في عالَم الأعمال إن كل الإدارة السيئة تُدَرَّس أكاديميا باعتبارها مثالا. والآن يقوم دونالد ترمب بتدريس درجة الماجستير في كيفية عدم الخدمة كرئيس تنفيذي لأميركا. فبتخليه عن عملية صنع السياسات المدروسة المتروية، التي انتهجها من سبقه من الرؤساء، لصالح رئاسة تتخذ من تلفزيون الواقع نموذجا لها، فشل ترمب في التعبير عن أي شيء يشبه استراتيجية وطنية جديرة بالثقة.

وبدلا من ذلك، وجه ترمب خلال الأشهر الستة عشر التي قضاها في منصبه ضربة للنفوذ الأميركي، وعلى الأخص في آسيا.وفي الدول المطلة على المحيط الهادئ، تسببت نزعة ترمب الاقتصادية القومية المضللة ــ والتي تجسدت في العقوبات الجديدة، والتعريفات الجمركية، والصفقات التجارية المحبَطة ــ في إضعاف مكانة الولايات المتحدة، وخلقت فرصا جديدة لخصوم أميركا. وتُعَد الحرب التي يهدد ترمب بشنها ضد الصين مثالا واضحا على ذلك.

من المؤكد أن الممارسات الاقتصادية الصينية الجشعة لابد من التصدي لها. فبتراجعه عن وعود الإصلاح والمزيد من انفتاح السوق، يعزز الرئيس شي جين بينج القطاع الحكومي في مواجهة المنافسة الأجنبية في حين يتجاهل سرقة الملكية الفكرية. لكن مواجهة الصين تتطلب الاستعانة بحلفاء؛ ومن الواضح أن النهج الذي يتبناه ترمب من شأنه أن يزيد من عزلة الولايات المتحدة.

https://prosyn.org/RpE4qHWar