Kurdish soldier in Raqqa Bulent Kilic/Getty Images

الشرق الأوسط يتعثر في زمن ترمب

دنفر ــ قبل بضعة أيام، اكتملت ستة أشهر من رئاسة دونالد ترمب، ويذكرنا هذا ليس فقط بضآلة إنجازات إدارته محليا، بل وأيضا بمدى ارتباك سياسته الخارجية التي خلقت مشهدا جيوسياسيا عامرا بالقنابل الموقوتة. وفي الشرق الأوسط، تتجلى بالقدر الأكبر من الوضوح العواقب المترتبة على عجز ترمب الذي يكاد يكون متعمدا في فهم المشاكل المعقدة، وهوسه بمحو إرث سلفه باراك أوباما.

ولنتأمل هنا القرار الذي اتخذه ترمب في إبريل/نيسان بإطلاق صواريخ كروز على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا، ردا على استخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيميائية. فبعيدا عن إيماءة غير مقنعة للإنسانية، يبدو أن الأساس المنطقي الوحيد وراء قرار ترمب باستخدام القدرات العسكرية الأميركية هو أن أوباما ــ بعد "الخطر الأحمر" الشهير الذي رسمه ضد استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا ــ لم يرد عسكريا على الهجوم الكيميائي الذي شنه نظام الأسد على الغوطة في عام 2013.

لكن ترمب لم يُظهِر اهتماما كبيرا بإتباع الهجوم العسكري بالدبلوماسية. ثم في وقت سابق من هذا الشهر في قمة مجموعة العشرين في هامبورج بألمانيا، أشار إلى أن الولايات المتحدة ربما تنضم إلى روسيا على نحو أو أخر في فرض وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، وهو ما قد يخدم كنموذج لأجزاء أخرى من البلاد، فيمهد الساحة بالتالي لعملية سلام في نهاية المطاف.

https://prosyn.org/InAS9uJar