drew43_JabinBotsfordTheWashingtonPostviaGettyImages_trumpangryhandsup Jabin Botsford/The Washington Post via Getty Images

أميركا: الهدف السهل

واشنطن، العاصمة ــ سلطت الأحداث التي شهدتها الأسابيع القليلة الأخيرة الضوء على الضعف الذي تعاني منه الولايات المتحدة حاليا، ليس على المستوى العسكري ــ فهو موضوع ليوم آخر ــ ولكن في ما يتصل بمجالات أخرى بالغة الخطورة. خلافا لبعض المعلقين، لن أذهب إلى حد القول بأن الديمقراطية الأميركية تعيش مراحلها الأخيرة، لكنها تواجه تهديدات لم يتوقعها على الإطلاق سوى قِلة من الناس.

في الآونة الأخيرة، أصبحت ميول الرئيس الأميركي دونالد ترمب الاستبدادية أشد وضوحا من أي وقت مضى. صحيح أنه خسر العديد من القضايا التي اختبرت نطاق صلاحياته أمام المحاكم. لكنه ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون منشغلان بحشد المحاكم الفيدرالية بقضاة محافظين، وقد أصبحت التأثيرات المترتبة على قراره بتعيين قاضيين محافظين متشددين في المحكمة العليا واضحة بالفعل، على سبيل المثال في القرار الأخير الذي قضى بالسماح لترمب باستخدام أموال وزارة الدفاع لدفع ثمن إقامة الجدار على طول الحدود الأميركية مع المكسيك. وإذا أعيد انتخاب ترمب، فمن المرجح أنه سيحكم قبضته على المحكمة العليا.

بدأت المرحلة الأخيرة من تعظيم الذات الرئاسية باستغلال ترمب للاحتفال العلماني بعيد الاستقلال في واشنطن العاصمة. تقليديا، كانت الأسر تجتمع في الساحات العامة أو في مواقع عديدة حول العاصمة لمشاهدة الألعاب النارية. ولكن منذ شاهد العرض العسكري في يوم الباستيل في فرنسا عام 2017، كان ترمب راغبا في تقديم إنتاج فني شبيه من إبداعه. وقد ماطله القائمون على وزارة الدفاع قدر الإمكان، لكنه حصل هذا العام على عرض من ذلك النوع: طيران عسكري منخفض ودبابات متمركزة أمام نصب لنكولن التذكاري، حيث ألقى كلمته.

https://prosyn.org/oclYR5Bar