buruma169_Win McNameeGetty Images_UScapitolprotest Win McNamee/Getty Images

ترمب وغَـسَـق الآلهة

نيويورك ــ من المؤكد أن كل من فوجئ بالعنف والفوضى في واشنطن العاصمة لم يكن منتبها طوال السنوات الأربع الأخيرة. كانت المشاهد البشعة حول مبنى الكونجرس الأميركي في السادس من يناير/كانون الثاني صادمة حقا: بلطجية بعيون وحشية يحملون أعلام النازيين الجدد ورايات ترمب ويشقون طريقهم محطمين كل ما في طريقهم إلى مجلسي النواب والشيوخ، بينما يعلو زئير الغوغاء هاتفين "الولايات المتحدة الأميركية" و"أوقفوا السرقة"، في حين التقط آخرون صورا ذاتية لحفظ لحظة مجدهم لكي يراها أحفادهم ذات يوم.

لكن المشهد الأكثر إثارة للاشمئزاز على الإطلاق كان لترمب ذاته وهو يحرض أتباعه المسعورين على السير إلى مبنى الكونجرس لإسقاط نتيجة الانتخابات ومحاربة الأعداء "الأشرار" الذين سرقوا منه انتصاره.

كان ذلك صادما، لكنه لم يكن مفاجئا. إذ كان بوسع أي شخص أن يستشعر هذا قادما منذ تلك اللحظة في عام 2016، خلال المناظرة الرئاسية الثانية، عندما سُـئِـل ترمب ما إذا كان ليقبل نتيجة الانتخابات المقبلة، فأجاب بأن هذا يتوقف على النتيجة. بعبارة أخرى، ما كان ليقبل أي شيء غير انتصاره. وأي نتيجة أخرى كان ليعتبرها غير مشروعة. كان من الواضح آنذاك أنه لن يلتزم بالقواعد الأساسية للديمقراطية الليبرالية.

https://prosyn.org/KuSqfwoar