subacchi27_GettyImages_USchinamoneytear Getty Images

حرمان الصين من استخدام نظام الدولار

لندن ــ وُصِفَ اتفاق "المرحلة الأولى" الذي أُعلِن عنه مؤخرا بين الولايات المتحدة والصين بأنه خطوة مهمة نحو التوصل إلى صفقة شاملة تنهي الحرب التجارية التي ظلت مستعرة لأكثر من عام كامل. ولكن إن كنت تتصور أن رئيس الولايات المتحدة دونالد ترمب على استعداد للتخلي عن سياسته المعادية للصين، فعليك أن تعيد النظر في هذا التصور. الواقع أن إدارة ترمب تتحرك بالفعل لشن حرب أخرى مع الصين، ولكن هذه المرة حول التدفقات المالية.

في اقتصاد عالمي يتسم بالتكامل الشديد، تشكل التجارة والتمويل وجهين لعملة واحدة. تعتمد المعاملات التجارية عبر الحدود على نظام مدفوعات دولي جيد الأداء وشبكة قوية من المؤسسات المالية القادرة على إصدار الائتمان. وقد شيدت هذه البينة الأساسية حول الدولار الأميركي ــ العملة الدولية الأكثر سيولة وقابلية للصرف.

الواقع أن وضع الدولار كعملة احتياطية عالمية منح الولايات المتحدة لفترة طويلة ما وصفه فاليري جيسكار ديستان، وزير المالية الفرنسي آنذاك، بأنه "امتياز باهظ". فأميركا قادرة على طباعة النقود بتكلفة لا تُذكَر واستخدامها لشراء السلع والخدمات عالميا. ولكن مع فتح أسواق عالمية لرأس المال، اكتسبت الولايات المتحدة أيضا نفوذا باهظا على بقية العالم.

https://prosyn.org/29xtkOear