afghan taliban JAVED TANVEER/AFP/Getty Images

هدية ترمب لطالبان

نيويورك — بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001، قامت الولايات المتحدة بغزو أفغانستان وطرد حركة طالبان من السلطة، فأزالت بالتالي رابطة أساسية من روابط الإرهاب الدولي. ولكن الآن، انتهت الولايات المتحدة التي أرهقتها الحرب، والتي يقودها رئيس يريد أن يلوذ بالفرار، إلى إبرام اتفاق مؤقت ينصاع لشروط طالبان إلى حد كبير. وبهذا لم تنجح هذه الميليشيا المتطرفة التي كانت ذات يوم تؤوي تنظيم القاعدة، والتي تنفذ اليوم الهجمات الإرهابية الأشد دموية في العالَم، في تأمين الوعد بخروج القوات العسكرية الأميركية في غضون ثمانية عشر شهرا فحسب، بل وتمكنت أيضا من ضمان طريق إلى السلطة في كابول.

يبدو أن التاريخ يعيد نفسه. فها هي ذي الولايات المتحدة تتخلى مرة أخرى عن أفغانستان التي دمرتها الحرب، تماما كما فعلت قبل ثلاثة عقود من الزمن في أعقاب عملية سرية ناجحة نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لإجبار السوفييت على الخروج من أفغانستان. ويبدو أن الولايات المتحدة، التي تسعى جاهدة لإنهاء أطول حرب دخلتها على الإطلاق، نسيت درسا أساسيا من مغامرتها السابقة: فقد حولت أفغانستان إلى قلعة للإرهاب العابر للحدود الوطنية، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية ثم إراقة الدماء في الغرب في نهاية المطاف.

ويبدو الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حركة طالبان والممثل الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية، زلماي خليل زاد، وكأنه استسلام تام من جانب إدارة ترمب. في عام 2014، وقعت الولايات المتحدة على اتفاقية أمنية مع الحكومة الأفغانية ضمنت للأميركيين القدرة على الوصول إلى تسع قواعد عسكرية على الأقل حتى عام 2024. لكن الولايات المتحدة وافقت الآن على سحب كل قواتها في مقابل مجرد وعد من ميليشيا إرهابية بأنها ستمنع شبكات إرهابية أخرى من الحصول على موطئ قدم على الأراضي الأفغانية. هذا على الرغم من أن تنظيم الدولة الإسلامية يعمل بالفعل في أفغانستان ويشكل تهديدا لحركة طالبان ذاتها.

https://prosyn.org/5r9dksdar