sstokes2_SERGIO LIMAAFP via Getty Images_brazil SERGIO LIMA/AFP via Getty Images

لا لإفلات المتمردين من العقاب

شيكاغو- لدى البرازيل الآن نسختها الخاصة من هجوم 6 يناير/كانون الأول 2021 ، الذي تعرض له مبنى "الكابيتول" الأمريكي على يد أنصار الرئيس المهزوم "دونالد ترامب". إذ بعد مرور عامين ويومين على هذا الحادث، اقتحم أنصار الرئيس السابق، جايير بولسونارو، الكونغرس الوطني، والمحكمة العليا، والقصر الرئاسي، في برازيليا، مما عزز أوراق اعتماد "بولسونارو" التي تؤهله ليصبح "ترامب المناطق الاستوائية".

ويسلط التشابه الغريب بين التمرد الفاشل في البرازيل والهجوم على مبنى "الكابيتول" الأمريكي الضوء على أوجه الشبه العديدة بين "بولسونارو" و"ترامب". فكلاهما رئيسان يمينيان متطرفان ومعاديان للديمقراطية. وكلاهما توليا إدارة شؤون البلاد لفترة رئاسية واحدة؛ ولم يقدما سوى معلومات مضللة وشجاعة مزيفة خلال جائحة كوفيد-19، مما أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص. وكلاهما كان يطارد الصحافة ويتحدى استقلالية أجهزتهما القضائية. وادعى كلاهما أنه لا يمكن أن تفشل محاولات إعادة انتخابهما إلا بسبب التزوير واسع النطاق، وآلات التصويت المزورة. إن إرثهم هو ملايين المواطنين الذين يشككون في نزاهة انتخابات بلادهم، والآلاف الذين نهبوا عواصمهم، وعاملوا ضباط الشرطة بوحشية في محاولة غير مجدية للإطاحة بالديمقراطية.

ولكن الاختلافات الطفيفة بين فترة ما بعد الرئاسة ل"بولسونارو" و"ترامب" تؤكد أهمية محاكمة القادة السابقين المعادين للديمقراطية. ويخشى العديد من الأمريكيين من أن توجيه اتهام إلى "ترامب" في ما يتعلق بالتحريض على التمرد من شأنه أن يخلق ديناميكية الانتقام التي تستخدم فيها كل إدارة متعاقبة المحاكم لتصفية حسابات سياسية. ولكن تاريخ البرازيل منذ استعادة الديمقراطية في عام 1989 يشير إلى غير ذلك.

https://prosyn.org/oXpsD43ar