Iranian President Hassan Rouhani delivers a speech Anadolu Agency/Getty Images

إنقاذ اتفاق إيران النووي

مدريد ــ وفقا لإحدى القواعد القائمة على الخبرة والتجربة في الدبلوماسية: إذا لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن قضية ما، فما عليك إلا أن تعمل على توسيع نطاق المناقشة. اليوم، ربما تكون الولايات المتحدة عازمة على قلب هذا المبدأ رأسا على عقب، فتعمل على توسيع نطاق المناقشة بهدف تدمير اتفاق قائم بالفعل. وهو ليس أي اتفاق. الواقع أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تريد تفكيك الاتفاق النووي مع إيران. ولكن في حين وَصَف ترمب الاتفاق على أنه "مصدر خزي وحرج" في خطابه أمام الأمم المتحدة، فإن الاتفاق الذي توصل إليه المجتمع الدولي مع إيران يُعَد في واقع الأمر واحدا من أهم الإنجازات الدبلوماسية في العقد المنصرم.

كانت إيران دوما دولة صعبة المراس في المفاوضات الدولية. ومع توزع القوة بين مجموعة لا حصر لها من القوى والشخصيات التي كثيرا ما تتعارض أو حتى تتنافس في ما بينها، يُصبِح من الصعب للغاية فهم بيئة التفاوض، ناهيك عن الإبحار عبرها.

في هذا السياق، يُعَد التوصل إلى "صفقة كبرى" من شأنها أن تعالج كامل نطاق سلوك إيران الضار المزعج ــ ليس برنامجها النووي والصاروخي فحسب، بل وأيضا دعمها للإرهاب الدولي، وزعزعتها للاستقرار الإقليمي، وانتهاكها لحقوق الإنسان ــ أمرا غير واقعي. فلابد من الإبقاء على موضوع البحث ضيقا وقائما بذاته قدر الإمكان، للوصول إلى أي نتيجة حقيقية.

https://prosyn.org/jCRDVTDar