james173_Morry Gash-PoolGetty Images_trump biden first debate Morry Gash/Pool/Getty Images

هل تفوز الأكاذيب؟

برينستون ــ اتسمت الحملة الانتخابية الرئاسية الأميركية الغريبة والمثبطة للهمم بغياب المناظرة الموضوعية في خضم طوفان من الأكاذيب. كما قال جو بايدن عن دونالد ترمب في أول مناظرة مذاعة تلفزيونيا، "الحقيقة هي أن كل ما يقوله حتى الآن محض أكاذيب. أنا لست هنا لتحدي أكاذيبه. فالجميع يعلمون أنه كاذب".

في السياسة، كلما ازداد توظيف الأكاذيب، كلما اتسع الحيز المتاح لكل جانب لاتهام الآخر بالكذب. ويُـفضي ذلك إلى دوامة من الغش والتضليل، مما يجعل المناقشة العقلانية في حكم المستحيل. ومع تولد المزيد من الأكاذيب عن كل كذبة، تحل سياسة الاستثناء محل السياسة الطبيعية. ونحن نعلم ذلك لأن الظاهرة ليست جديدة ولا تقتصر على القرن الحادي والعشرين.

التاريخ عامر بالتحذيرات لمجتمع غارق في الأكاذيب. وصف شكسبير المشكلة ببراعة في مسرحياته. في مسرحية "كما تشاءيصف مهرج البلاط تتشستون زيادة من سبع مراحل لشدة الردود الحادة: الرابعة تتمثل في "توبيخ الشجاع"، والخامسة "مراجعة المشاكس"؛ والسادسة "الكذب تبعا للظروف"؛ والسابعة "الكذب المباشر".

https://prosyn.org/JOAaKEoar