f84e260446f86f380ea12e24_pa3683c.jpg

معلومات لا داعي لها

كانبيرا- بينما تقوم محكمة بريطانية بالنظر في ما اذا كان يتوجب تسليم جوليان اسانج الى السويد وبينما تقوم جهة الادعاء في امريكا بالنظر في الاتهامات الجنائية التي سوف يقومون بتوجيهها للجندي برادلي ماننج وهو المصدر الرئيس المزعوم لتسريبات ويكيليكس المرتبطة باسانج، فإن الجدل العالمي يستمر فيما يتعلق بما اذا كانت فائدة تلك التسريبات تفوق ضررها. لكن عادة ما تكون هناك حالة استقطاب فيما يتعلق بهذا الجدل بين الامن والمساءلة الديمقراطية بدون اعطاء أي مجال للاختلافات المهمة حقا.

ان اية تسريبات بالنسبة للحكومات هي بالضرورة محرجة لاحد ما ضمن النظام . ان معظم التسريبات سوف تنطوي على الارجح على خرق ما للقانون من قبل المصدر الرئيس إن لم يكن من قبل الناشر. لكن هذا لا يعني ادانة جميع التسريبات.

ان احد أقسى الدروس التي يتعلمها كبار المسؤولين الحكوميين – بما في ذلك انا شخصيا عندما كنت مدعي عام ووزير خارجية في استراليا- هو ان محاولة ملاحقة اولئك المسؤولين عن تلك التسريبات ومعاقبتهم باستثناء عدد قليل جدا من القضايا هو أمر لا جدوى منه. ان مثل تلك المحاولات لا تستطيع ان تصلح الضرر الاصلي بل انها عادة ما تزيد من ذلك الضرر بسبب الدعاية الاضافية. ان حماسة وسائل الاعلام لحرية التعبير تكون في اعلى درجاتها عندما يرى الاعلاميون انها تجعل اولئك الموجودين في السلطة يشعرون بالخجل مع مشاعر الغضب او الاذلال. ان الملاحقة القضائية عادة ما تعزز من مكانة اولئك الذين قاموا بالتسريب مما يجعل الملاحقة القضائية وسيلة غير مفيدة كرادع.

https://prosyn.org/Hb6MfXQar