rcherif2_In Pictures Ltd.Corbis via Getty Images_chinatechnologyworker In Pictures Ltd./Corbis via Getty Images

كيف تنشئ البلدان النامية شركات صناعية وطنية رائدة

واشنطن، العاصمة ــ من منظور العديد من الشركات في الاقتصادات الناشئة والنامية، ربما تبدو محاكاة النجاح الذي حققته شركات من أمثال سامسونج وهيونداي أقرب إلى حلم مستحيل. لكن النمو الاقتصادي السريع في اليابان وكوريا الجنوبية وغيرهما من الدول الآسيوية في النصف الثاني من القرن العشرين يوضح كيف يمكن تحقيق هذا الحلم.

ذات يوم، كانت اليابان وكوريا الجنوبية، على سبيل المثال، من البلدان الفقيرة التي تناضل للوصول إلى وضع الدخل المرتفع في أسرع وقت ممكن. ونجحت كل من الدولتين في تحقيق ذلك الهدف من خلال تدخلات حكومية قوية، مثل السياسات الصناعية التي ساعدت الشركات المحلية على الدخول في قطاعات متطورة والمنافسة على مستوى العالم. ومن خلال تطبيق هذه الدروس، تستطيع البلدان النامية اليوم أن توفر فرصا مماثلة لشركاتها، فضلا عن توفير عائدات جيدة للمستثمرين العالميين.

كانت "المعجزة الآسيوية" راجعة إلى حد كبير إلى استراتيجية من ثلاثة أجزاء. فأولا، حددت الدولة أهدافا طموحة وعملت على تحقيقها من خلال تشجيع ودعم الشركات الخاصة لكي تضع نصب أعينها هدف الاقتحام السريع للقطاعات الصناعية التي توظف التكنولوجيات المتقدمة. وبعد ذلك، أدركت الحكومات أن بلدانها يجب أن تعمل على تطوير قطاعات تصدير قوية حتى يتسنى لها أن تقفز إلى قائمة الاقتصادات الأعلى دخلا. وأخيرا، كان لزاما على صناع السياسات أن يعملوا على تشجيع ثقافة المنافسة القوية بين الشركات، فضلا عن المساءلة الصارمة عن الدعم الذي تتلقاه الشركات. أثبت هذا النوع من التكافل بين الدولة والسوق قدرته على تحقيق نجاح كبير وتحول إلى نموذج تقتدي به البلدان النامية الأخرى.

https://prosyn.org/C84Aqesar