UK passport Christopher Furlong/Getty Images

مواطنون آخرون بلا وطن في عهد تيريزا ماي

فيينا ــ باختيارها وكامل إرادتها، جردت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي حزبها (حزب المحافظين) من أغلبيته البرلمانية، عندما دعت إلى انتخابات مبكرة. وفي حال بقائها رئيسة للوزراء، فسوف تجرد المواطنين البريطانيين أيضا من الحقوق السياسية والاقتصادية التي تمنحهم إياها عضوية الاتحاد الأوروبي. ولكن عادة ماي في تجريد الناس من حقوقهم وصلاحياتهم ليست جديدة: فلسنوات كانت عاكفة على تطبيع ممارسة تجريد بعض البريطانيين من جنسيتهم تماما، حتى وإن عرضهم هذا لخطر التحول إلى عديمي الجنسية "مواطنين بلا وطن".

خلال الحملة الانتخابية التي انتهت للتو في المملكة المتحدة، وَعَدَت تيريزا ماي بتغيير أو إلغاء أي قوانين خاصة بحقوق الإنسان "تعترض طريق" محاربة الإرهاب. وهو تهديد يمكن تصديقه: فقد حملت ماي ذاتها لواء الريادة في ممارسة سحب جنسية الأفراد، وعادة باسم الأمن الوطني، ولكن في بعض الأحيان كشكل من أشكال العقاب الرمزي.

إن حرمان الناس من جنسيتهم تصرف غير أخلاقي ــ وغير فعَال. وكان تاريخ هذه الممارسة مظلما. فخلال القرن العشرين، سجلت الدول الاستبدادية أرقاما قياسية في التجريد من الجنسية: ففي الاتحاد السوفييتي وحده، جُرِّد 1.5 مليون شخص من جنسيتهم.

https://prosyn.org/f2Z7xIUar