pa3173c.jpg

عاقبة الجهل الاقتصادي

لندن ــ إن الساسة بارعون في "تمرير المسؤولية" إلى الآخرين. فكل ما يقع من أحداث طيبة يعكس مواهبهم الاستثنائية وجهودهم الفريدة؛ وكل ما يقع من أحداث سيئة يرجع إلى شخص أو شيء آخر.

والاقتصاد هو المجال التقليدي لهذه الاستراتيجية. فبعد مرور ثلاثة أعوام بعد اقتراب الاقتصاد العالمي من الانهيار الكامل، تلاشى التعافي الهزيل في أغلب الدول المتقدمة، التي نخشى أن يتسبب جمودها الاقتصادي إلى سحب بقية البلدان إلى القاع معه. ويلقي الخبراء باللائمة على الركود المزدوج، ولكن في بعض البلدان لم تنته موجة الركود الأولى حتى الآن: حيث كان الناتج المحلي الإجمالي اليوناني في انحدار طيلة الأعوام الثلاثة.

وعندما نسأل الساسة عن تفسير لهذه النتائج المؤسفة، يجيبون في صوت واحد: "هذا ليس خطأنا". فقد خرج التعافي عن مساره كما يزعمون دوماً بسبب أزمة منطقة اليورو. ولكنهم بهذا يقلبون المسألة رأساً على عقب. ذلك أن أزمة اليورو لم تتسبب في انحراف التعافي عن مساره؛ بل إنها كانت نتيجة للافتقار إلى التعافي. وهي النتيجة الطبيعية المتوقعة (في نظر العديد من الخبراء) للسياسة المتعمدة التي انتهجتها الدول الأوروبية الرئيسية لقمع الطلب الكلي.

https://prosyn.org/hIZskDKar