4bf5c10246f86fa007daf914_pa3876c.jpg Paul Lachine

حقيقة المفاوضات

أثينا ــ عندما يتفاوض الناس وعندما تتفاوض الدول، فإن الحديث يدور عادة حول المصالح، وكأن المصالح هي المسألة الوحيدة القادرة على تمكين الأطراف من التوصل إلى اتفاق. عندما استخدم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حق النقض في إطار قمة الاتحاد الأوروبي التي انعقدت في ديسمبر/كانون الأول في بروكسل قال: "إن ما هو معروض ليس في مصلحة بريطانيا، لذا فإنني لم أوافق عليه"، وكأن الموافقة لا تعتمد إلا على تلبية المصالح أو عدم تلبيتها.

ومرة أخرى، ربما لم يكن التوصل إلى اتفاق هو هدف كاميرون على الإطلاق. ولكن رغم أن ما يسمى بالنتيجة التي تكفل "الفوز للجميع" أصبح على نحو متزايد يشكل الهدف النهائي لكل المفاوضات، فماذا لو فكرت الأطراف المتفاوضة في التوصل إلى نتيجة تكفل الفوز للجميع ولكنها في واقع الأمر تلحق الضرر بأطراف غير مشاركة في المحادثات، أو كانت تلك النتيجة مخالفة للقانون؟ وماذا لو كانت النتيجة مفيدة ولكنها مخالفة لمبادئ الأطراف المتفاوضة؟

تخيل أنك تجلس إلى طاولة مفاوضات وتريد أن يتفق معك الطرف الآخر. وكانت الاستراتيجية التي قد تلاقي النجاح تتلخص في التشديد على حجم الفائدة التي ستعود على جميع المشاركين، ولكن النتيجة التي تقترحها قد لا تكون عادلة، أو واقعية، أو ربما كنت تكذب عامداً متعمدا. لذا فرغم أن مثل هذا الاقتراح يستند إلى المصالح فإن تقبله لن يكون سهلا.

https://prosyn.org/W5jybIJar