314ee00346f86f380ed21c1c_m4477.jpg

هل عادت فرنسا؟

باريس ـ تُرى إلى أي مدى قد يكون من الصعب على كيان ما أن يمحو ماضيه كقوة استعمارية؟ لقد نالت تونس استقلالها منذ خمسة وخمسين عاما، واستقلت كوت ديفوار منذ واحد وخمسين عاما، ورغم ذلك تعود فرنسا مرة أخرى إلى الاضطلاع بدور حاسم في هذين البلدين. بطبيعة الحال، لم يقتنع العديد من الأفارقة بأن فرنسا قد تتحرك لمجرد الدفاع عن أرواح بضعة آلاف من مواطنيها، وليس لحماية مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، التي تكاد تكون كماً مهملاً في نظر الأفارقة ولا شيء على الإطلاق بالنسبة لفرنسا.

لقد خَلَّف الضرر الذي ألحقته العبودية والاستعمار بهذه البلدان إرثاً بالغ القوة. ورغم أنها نجحت في تدبر أمورها لعقود من الزمان، فإن فرنسا لا تزال ملتزمة بواجب الصداقة الذي يمنعها من النسيان ويفرض عليها أن تتبنى نمطاً معيناً من السلوك.

إن كوت ديفوار تتمتع بثروة زراعية كبيرة (إلى جانب الذهب والماس والحديد)؛ وتمتلك تونس مخزوناً ضخماً من راسب الفوسفات؛ وليبيا لديها النفط؛ وكل البلدان الثلاثة تتمتع بمناخ معتدل نسبيا، ولكنها لم تشهد انطلاقة اقتصادية بعد الاستقلال. فلماذا؟

https://prosyn.org/NQx5eFoar