ستكهولهم –ان انبعاثات الحبيبات للغلاف الجوي تؤثر على صحة الانسان وعلى المناخ وعليه يتوجب علينا الحد منها . هل هذا صحيح ؟ لاسباب صحية نعم ، حيث يتوجب علينا فعليا عمل ذلك ولكن من المفارقات ان الحد من تلك الانبعاثات سوف يتسبب في زيادة الاحتباس الحراري . لماذا ؟
ان احتراق الوقود الاحفوري والخشب وغيرها من الكتلة الحيوية سوف يزيد من مقدار الحبيبات المحمولة جوا والتي بطريقة مبسطة يمكن وصفها بالبيضاء أو السوداء . ان كلا النوعين يمكن العثور عليهما بمقادير مختلفة في جميع الانبعاثات . ان معظم الحبيبات السوداء تأتي من الاحتراق غير الفعال وعلى نطاق ضيق للوقود الحيوي وفي اسيا وافريقيا من احتراق المخلفات الزراعية وعلى النقيض من ذلك فإن الحبيبات البيضاء تتألف بشكل عام من الكبريت الذي يأتي من احتراق الفحم والنفط.
نظرا لإن الحبيبات السوداء تحتوي على السخام وتمتص اشعة الشمس فإن من المعتقد انها تزيد من ارتفاع درجة حرارة الارض. لكن الحبيبات البيضاء تعكس بعضا من اشعة الشمس القادمة وترجعها للفضاء مما يلطف من مناخ الارض.
طبقا للجنة الامم المتحدة الحكومية الدولية والمتعلقة بالتغير المناخي فإن التأثير الملطف للحبيبات البيضاء يمكن ان يبطل حوالي نصف تأثير الاحتباس الحراري الناتج عن ثاني اكسيد الكربون فإذن لو ازلنا جميع الحبيبات البيضاء من الغلاف الجوي فإن الاحتباس الحراري سوف يزيد بشكل كبير.
ان المعضلة هي ان جميع الحبيبات سواء كانت بيضاء او سوداء هي بمثابة مشكلة جوهرية لصحة الانسان ففي كل عام هناك تقديرات بمليوني وفاة مبكرة بسبب استنشاق الهواء الملوث كما ان الحبيبات البيضاء الغنية بالكبريت تساهم في حموضة التربة والمياة.
ان تخفيض نسبة الحبيبات السوداء في الغلاف الجوي سوف يفيد كل من صحة الانسان والمناخ. ان الاجراءات التي تستهدف تحقيق ذلك يمكن ان تكون فعالة بشكل خاص في البلدان التي لم يتم فيها تطبيق مقاييس الانبعاثات للمركبات التي تسير على وقود الديزل وفي البلدان خاصة في اسيا وافريقيا والتي يتم فيها تدفئة المنازل الريفية بالمواقد البدائية ويتم اعداد الطعام باستخدام النار في الهواء الطلق مما يتسبب في انبعاثات ضخمة لحبيبات السخام.
Access every new PS commentary, our entire On Point suite of subscriber-exclusive content – including Longer Reads, Insider Interviews, Big Picture/Big Question, and Say More – and the full PS archive.
Subscribe Now
لقد نشر برنامج الامم المتحدة للبيئة سنة 2011 تقريرا يقارن فيه بين الاجراءات التي تستهدف حبيبات السخام وغيرها من ما يطلق عليه " ملوثات المناخ قصيرة الاجل " وبين الاجراءات لتخفيض ثاني اكسيد الكربون حيث اظهر التقرير ان الاولى سوف تحقق انخفاض اسرع في الاحتباس الحراري في العقود القادمة. ان المقترح في هذا التقرير يكتسب الدعم الان من حكومات العديد من البلدان ويمكن ان يصبح عنصرا مكملا للاجراءات التي تستهدف الحد من انبعاثات ثاني اكسيد اكربون .
ان من الطبيعي ان الاجراءات التي تستهدف السخام وغيره من الحبيبات قصيرة الاجل يجب ان لا تقوض الجهود لتخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وعلى المدى الطويل فإن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة طويلة الاجل تشكل المشكلة الرئيسة. لكن تخفيض انبعاثات السخام (وغيره من ملوثات المناخ قصيرة الاجل ) يمكن ان تخفف من الضغوط على المناخ في العقود القادمة.
اذن ماذا نفعل ازاء الحبيبات البيضاء ؟ كيف يمكن ان نوازن بين التحسن في صحة الانسان وتقليل معدلات الوفيات لمئات الالوف من البشر وبين العواقب الوخيمة للاحتباس الحراري ؟
ان من الصعب التخيل ان مسؤولي اي بلد يمكن ان يقوموا وهم مدركين لذلك بتعريض مواطنيهم لمخاطر صحية اكبر وذلك بعدم التصرف من اجل تخفيض الحبيبات البيضاء فقط لانها تحد من الاحتباس الحراري فعلى العكس من ذلك فإنبعاثات الكبريت قد تم تخفيضها خلال العقود الماضية في كل من اوروبا وشمال امريكا بسبب الرغبة في الترويج للصحة ومكافحة الحموضة كما يبدو ان الصين تأخذ اجراءات حاليا من اجل تخفيض انبعاثات الكبريت وتحسين نوعية الهواء السيئة هناك ولكن في اجزاء اخرى من العالم تشهد تسارع لعملية التصنيع فإن انبعاثات الكبريت في ازدياد.
ان احد الوسائل للخروج من تلك المعضلة هو السماح بانبعاثات كبريت اعلى في المناطق التي لا يوجد فيها اكتظاظ سكاني والتي لا تكون فيها التربة معرضة للحموضة مثل الانبعاثات التي تأتي من حركة السفن في البحار المفتوحة ولكن من المحتمل ان لا يكون ذلك بديلا قابلا للتطبيق.
ان الاستنتاج الاكثر منطقية هو انه يتوجب علينا الحد من انبعاثات الحبيبات وذلك من اجل التقليل من المخاطر الصحية وكنتيجة لذلك فإن تأثير غازاتالدفيئة سوف يصبح اكثر وضوحا حيث سوف نأمل عندئذ ان نعقد العزم على تخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وغيرها من غازات الدفيئة .
لقد اقترح الحائز على جائزة نوبل بول كروتزن حلا اخر : التلاعب بالمناخ عن طريق اطلاق حبيبات الكبريت البيضاء عاليا لطبقة الستراتوسفير حيث يمكن ان تبقى هناك لعدة سنوات مما سوف يشكل عاملا ملطفا لمناخ الارض بدون التأثير على حياة الانسان . ان ثوران بركان بيناتوبو في الفلبين سنة 1991 خلق سديم من الكبريت في الطبقات العليا للغلاف الجوي مما ادى الى تلطيف درجة حرارة الكوكب بإكمله بمقدار نصف درجة مئوية تقريبا لمدة سنتين لاحقا لذلك .
ان الوسائل الاخرى للهندسة الجيولوجية – اي القيام بالتلاعب بالمناخ مع ادراكك لذلك – تتضمن صباغة اسقف المنازل باللون الابيض من اجل زيادة انعكاس ضوء الشمس او تغطية الصحاري ببلاستيك عاكس او تسميد البحار بالحديد من اجل زيادة امتصاص ثاني اكسيد الكربون.
طبقا للجمعية الملكية في بريطانيا فإن من المحتمل ان اطلاق حبيبات الكبريت لطبقة الستراتوسفير يمكن ان يكون الخيار الاكثر فعالية من حيث التكلفة لكن هدفنا يجب ان يكون هو تجنب مثل هذه المشاريع الخطرة والتي سيتوجب على الاجيال القادمة الاستمرار فيها لمئات من السنين وعوضا عن ذلك يتوجب علينا تخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وغيرها من الملوثات والتي تساهم في الاحتباس الحراري.
To have unlimited access to our content including in-depth commentaries, book reviews, exclusive interviews, PS OnPoint and PS The Big Picture, please subscribe
Iran’s mass ballistic missile and drone attack on Israel last week raised anew the specter of a widening Middle East war that draws in Iran and its proxies, as well as Western countries like the United States. The urgent need to defuse tensions – starting by ending Israel’s war in Gaza and pursuing a lasting political solution to the Israeli-Palestinian conflict – is obvious, but can it be done?
The most successful development stories almost always involve major shifts in the sources of economic growth, which in turn allow economies to reinvent themselves out of necessity or by design. In China, the interplay of mounting external pressures, lagging household consumption, and falling productivity will increasingly shape China’s policy choices in the years ahead.
explains why the Chinese authorities should switch to a consumption- and productivity-led growth model.
Designing a progressive anti-violence strategy that delivers the safety for which a huge share of Latin Americans crave is perhaps the most difficult challenge facing many of the region’s governments. But it is also the most important.
urge the region’s progressives to start treating security as an essential component of social protection.
ستكهولهم –ان انبعاثات الحبيبات للغلاف الجوي تؤثر على صحة الانسان وعلى المناخ وعليه يتوجب علينا الحد منها . هل هذا صحيح ؟ لاسباب صحية نعم ، حيث يتوجب علينا فعليا عمل ذلك ولكن من المفارقات ان الحد من تلك الانبعاثات سوف يتسبب في زيادة الاحتباس الحراري . لماذا ؟
ان احتراق الوقود الاحفوري والخشب وغيرها من الكتلة الحيوية سوف يزيد من مقدار الحبيبات المحمولة جوا والتي بطريقة مبسطة يمكن وصفها بالبيضاء أو السوداء . ان كلا النوعين يمكن العثور عليهما بمقادير مختلفة في جميع الانبعاثات . ان معظم الحبيبات السوداء تأتي من الاحتراق غير الفعال وعلى نطاق ضيق للوقود الحيوي وفي اسيا وافريقيا من احتراق المخلفات الزراعية وعلى النقيض من ذلك فإن الحبيبات البيضاء تتألف بشكل عام من الكبريت الذي يأتي من احتراق الفحم والنفط.
نظرا لإن الحبيبات السوداء تحتوي على السخام وتمتص اشعة الشمس فإن من المعتقد انها تزيد من ارتفاع درجة حرارة الارض. لكن الحبيبات البيضاء تعكس بعضا من اشعة الشمس القادمة وترجعها للفضاء مما يلطف من مناخ الارض.
طبقا للجنة الامم المتحدة الحكومية الدولية والمتعلقة بالتغير المناخي فإن التأثير الملطف للحبيبات البيضاء يمكن ان يبطل حوالي نصف تأثير الاحتباس الحراري الناتج عن ثاني اكسيد الكربون فإذن لو ازلنا جميع الحبيبات البيضاء من الغلاف الجوي فإن الاحتباس الحراري سوف يزيد بشكل كبير.
ان المعضلة هي ان جميع الحبيبات سواء كانت بيضاء او سوداء هي بمثابة مشكلة جوهرية لصحة الانسان ففي كل عام هناك تقديرات بمليوني وفاة مبكرة بسبب استنشاق الهواء الملوث كما ان الحبيبات البيضاء الغنية بالكبريت تساهم في حموضة التربة والمياة.
ان تخفيض نسبة الحبيبات السوداء في الغلاف الجوي سوف يفيد كل من صحة الانسان والمناخ. ان الاجراءات التي تستهدف تحقيق ذلك يمكن ان تكون فعالة بشكل خاص في البلدان التي لم يتم فيها تطبيق مقاييس الانبعاثات للمركبات التي تسير على وقود الديزل وفي البلدان خاصة في اسيا وافريقيا والتي يتم فيها تدفئة المنازل الريفية بالمواقد البدائية ويتم اعداد الطعام باستخدام النار في الهواء الطلق مما يتسبب في انبعاثات ضخمة لحبيبات السخام.
Subscribe to PS Digital
Access every new PS commentary, our entire On Point suite of subscriber-exclusive content – including Longer Reads, Insider Interviews, Big Picture/Big Question, and Say More – and the full PS archive.
Subscribe Now
لقد نشر برنامج الامم المتحدة للبيئة سنة 2011 تقريرا يقارن فيه بين الاجراءات التي تستهدف حبيبات السخام وغيرها من ما يطلق عليه " ملوثات المناخ قصيرة الاجل " وبين الاجراءات لتخفيض ثاني اكسيد الكربون حيث اظهر التقرير ان الاولى سوف تحقق انخفاض اسرع في الاحتباس الحراري في العقود القادمة. ان المقترح في هذا التقرير يكتسب الدعم الان من حكومات العديد من البلدان ويمكن ان يصبح عنصرا مكملا للاجراءات التي تستهدف الحد من انبعاثات ثاني اكسيد اكربون .
ان من الطبيعي ان الاجراءات التي تستهدف السخام وغيره من الحبيبات قصيرة الاجل يجب ان لا تقوض الجهود لتخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وعلى المدى الطويل فإن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة طويلة الاجل تشكل المشكلة الرئيسة. لكن تخفيض انبعاثات السخام (وغيره من ملوثات المناخ قصيرة الاجل ) يمكن ان تخفف من الضغوط على المناخ في العقود القادمة.
اذن ماذا نفعل ازاء الحبيبات البيضاء ؟ كيف يمكن ان نوازن بين التحسن في صحة الانسان وتقليل معدلات الوفيات لمئات الالوف من البشر وبين العواقب الوخيمة للاحتباس الحراري ؟
ان من الصعب التخيل ان مسؤولي اي بلد يمكن ان يقوموا وهم مدركين لذلك بتعريض مواطنيهم لمخاطر صحية اكبر وذلك بعدم التصرف من اجل تخفيض الحبيبات البيضاء فقط لانها تحد من الاحتباس الحراري فعلى العكس من ذلك فإنبعاثات الكبريت قد تم تخفيضها خلال العقود الماضية في كل من اوروبا وشمال امريكا بسبب الرغبة في الترويج للصحة ومكافحة الحموضة كما يبدو ان الصين تأخذ اجراءات حاليا من اجل تخفيض انبعاثات الكبريت وتحسين نوعية الهواء السيئة هناك ولكن في اجزاء اخرى من العالم تشهد تسارع لعملية التصنيع فإن انبعاثات الكبريت في ازدياد.
ان احد الوسائل للخروج من تلك المعضلة هو السماح بانبعاثات كبريت اعلى في المناطق التي لا يوجد فيها اكتظاظ سكاني والتي لا تكون فيها التربة معرضة للحموضة مثل الانبعاثات التي تأتي من حركة السفن في البحار المفتوحة ولكن من المحتمل ان لا يكون ذلك بديلا قابلا للتطبيق.
ان الاستنتاج الاكثر منطقية هو انه يتوجب علينا الحد من انبعاثات الحبيبات وذلك من اجل التقليل من المخاطر الصحية وكنتيجة لذلك فإن تأثير غازاتالدفيئة سوف يصبح اكثر وضوحا حيث سوف نأمل عندئذ ان نعقد العزم على تخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وغيرها من غازات الدفيئة .
لقد اقترح الحائز على جائزة نوبل بول كروتزن حلا اخر : التلاعب بالمناخ عن طريق اطلاق حبيبات الكبريت البيضاء عاليا لطبقة الستراتوسفير حيث يمكن ان تبقى هناك لعدة سنوات مما سوف يشكل عاملا ملطفا لمناخ الارض بدون التأثير على حياة الانسان . ان ثوران بركان بيناتوبو في الفلبين سنة 1991 خلق سديم من الكبريت في الطبقات العليا للغلاف الجوي مما ادى الى تلطيف درجة حرارة الكوكب بإكمله بمقدار نصف درجة مئوية تقريبا لمدة سنتين لاحقا لذلك .
ان الوسائل الاخرى للهندسة الجيولوجية – اي القيام بالتلاعب بالمناخ مع ادراكك لذلك – تتضمن صباغة اسقف المنازل باللون الابيض من اجل زيادة انعكاس ضوء الشمس او تغطية الصحاري ببلاستيك عاكس او تسميد البحار بالحديد من اجل زيادة امتصاص ثاني اكسيد الكربون.
طبقا للجمعية الملكية في بريطانيا فإن من المحتمل ان اطلاق حبيبات الكبريت لطبقة الستراتوسفير يمكن ان يكون الخيار الاكثر فعالية من حيث التكلفة لكن هدفنا يجب ان يكون هو تجنب مثل هذه المشاريع الخطرة والتي سيتوجب على الاجيال القادمة الاستمرار فيها لمئات من السنين وعوضا عن ذلك يتوجب علينا تخفيض انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وغيرها من الملوثات والتي تساهم في الاحتباس الحراري.