c4ab550346f86f100f1ec601_jo4193c.jpg

التفاوت وعدم استقرار

نيويورك ــ شهد هذا العام موجة عالمية من الاضطرابات الاجتماعية والسياسية وعدم الاستقرار، حيث تدفقت حشود من الناس إلى الشوارع الحقيقية والافتراضية: الربيع العربي؛ وأعمال الشغب في لندن؛ واحتجاجات أبناء الطبقة المتوسطة في إسرائيل ضد ارتفاع أسعار المساكن والضغوط التضخمية المفروضة على مستويات المعيشة؛ واحتجاجات الطلاب في شيلي؛ وتدمير السيارات الباهظة الثمن (القطط السمان) في ألمانيا؛ وتحرك الهند ضد الفساد؛ والاستياء المتصاعد من الفساد والتفاوت في الصين؛ والآن حركة "احتلوا وال ستريت" في نيويورك وفي مختلفة أنحاء الولايات المتحدة.

ورغم أن هذه الاحتجاجات لا يجمع بينها موضوع موحد، فإنها تعبر بأساليب مختلفة عن المخاوف الجدية التي تعتمل في أنفس أبناء الطبقة المتوسطة العاملة إزاء توقعاتهم في مواجهة التركيز المتنامي للسلطة بين أبناء النخبة الاقتصادية والمالية والسياسية. والواقع أن الأسباب وراء مخاوفهم هذه واضحة بما فيه الكفاية: ارتفاع مستويات البطالة والبطالة المقنعة في الاقتصادات المتقدمة والناشئة؛ وافتقار الشباب والعاملين إلى المهارات والفرص التعليمية اللازمة لتمكينهم من المنافسة في عالم تحكمه العولمة؛ والاستياء ضد الفساد، بما في ذلك الأشكال المقننة مثل جماعات الضغط؛ والارتفاع الحاد في تفاوت الدخول والثروات في الاقتصادات المتقدمة والناشئة السريعة النمو.

لا شك أن الانزعاج الشديد الذي يشعر به العديد من الناس من غير الممكن أن يتلخص في عامل واحد. على سبيل المثال، يرجع التفاوت بين الناس إلى أسباب عديدة: إضافة 2.3 مليار صيني وهندي إلى قوة العمل العالمية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الوظائف والأجور المتاحة للعمال غير المهرة والموظفين من الاقتصادات المتقدمة الصالحين للعمل في الخارج؛ والتغيرات التكنولوجية القائمة على المهارات الفردية؛ والتأثيرات المترتبة على حصد الفائزين لكل شيء؛ والظهور المبكر للتفاوت في الدخول والثروات في الاقتصادات السريعة النمو ذات الدخول المنخفضة سابقا؛ والضرائب الأقل تدرجا.

https://prosyn.org/7BfSUktar