wb457.jpg Mark Weber

الانحدار الأخير للغرب

باريس ـ تُرى هل يتحدث علماء الديموغرافيا في عام 2040/2050 عن "عُزلة الرجل الأبيض" على النحو الذي أشار به المؤرخون ذات يوم إلى "عبء الرجل الأبيض" في وصف "المسؤوليات الاستعمارية" المزعومة الواقعة على بعض الدول الأوروبية؟

إن علم الديموغرافيا ليس بالعلم الدقيق. فقد تبين خطأ عدد لا يحصى من التوقعات المتشائمة، من تنبؤات توماس مالتوس إلى تكهنات نادي روما. ولكن طبقاً لمقال مقنع للغاية نُشِر مؤخراً في مجلة الشئون الخارجية، فهناك ميل ديموغرافي اقتصادي مزدوج يحدث الآن ومن المنتظر أن يسفر عن تحولات مذهلة بحلول منتصف هذا القرن. فسوف يشكل العالم الغربي 12% فقط من سكان العالم، وسوف يتقلص تعداد الأوروبيين إلى 6% فقط من تعداد سكان العالم. (في عام 1913، وقبل عام واحد من اندلاع الحرب العالمية الأولى، كان عدد سكان أوروبا أكثر قليلاً من عدد سكان الصين). وعلى المستوى الاقتصادي فسوف يمثل الغرب حوالي 30% من الناتج العالمي ـ وهو المستوى الذي يماثل حصة أوروبا في القرن الثامن عشر، والتي هبطت من 68% في عام 1950.

إن ما نشهده الآن من الممكن أن يُنظَر إليه بوصفه عودة إلى الماضي، مع عودة الغرب إلى مكانته القديمة في العالم قبل أن تبدأ الصين عملية الانحدار التاريخي الطويلة عند بداية القرن التاسع عشر. إن الفترة الطويلة من الهيمنة الغربية على العالم تشرف على نهايتها الآن، وهي النهاية التي شجعتها وعجلت بها أخطاء الغرب وسلوكه غير المسؤول. ولقد أصبحنا اليوم على أعتاب دورة، حيث يقل عدد الغربيين نسبياً، ويرتفع عدد الأفارقة وسكان الشرق الأوسط، فضلاً عن ارتفاع عدد سكان آسيا ـ مع ازدياد مشاركتهم على الصعيدين الاقتصادي والاستراتيجي على مستوى العالم.

https://prosyn.org/MIiBDcSar